للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واتّفق معهم أنّ ابن مقلة ينحدر سرًّا إلى الرّاضي ويقيم عنده، فركب من داره، وعليه طَيْلَسان، في رمضان في الليل. فلمّا وصل إلى دار الخليفة لم يُمَكَّن، وعُدِلَ به إلى حُجْرة فحُبِس بها. وبعث الرّاضي إلى ابن رائق فأخبره.

فتردَّد الرُّسُل بينهما أسبوعين، ثمّ أظهر الخليفة أمره، واستفتى القُضاة في أمرِه، وأفشى ما أشار به ابن مقلة من مجيء بجكم وقبض ابن رائق.

فيقال أنّ القضاة، أفْتوا بقطع يده، ولم يصحّ.

ثمّ أخرجه الرّاضي إلى الدِّهْليز، فقطعت يدُه بحضرة الأمراء [١] .

[رواية ابن سِنان عن ابن مقلة]

قال ثابت بن سِنان [٢] : فاستدعاني الرّاضي وأمرني بالدّخول عليه وعلاجه، فدخلت، فإذا به جالس يبكي، ولونه مثل الرصاص، فشكا ضَرَبَان ساعِده.

فطلبتُ كافورًا، وطليتُ به ساعدَه فسَكَن. وكنتُ أتردد عليه، فعرضَتْ له عِلّه النُّقْرُس في رِجْلهِ.

ثمّ لمّا قرُب بَجْكَم من بغداد قطع ابن رائق لسان ابن مقلة [٣] ، وبقي في الحبْس مدة، ثمّ لحِقَه ذِرب وشقي إلى أنّ مات بدار الخلافة [٤] .


[١] تكملة تاريخ الطبري ١/ ١٠٩، تجارب الأمم ٥/ ٣٨٦، ٣٨٧، العيون والحدائق ج ٤ ق ٢/ ٦٠، الإنباء في تاريخ الخلفاء ١٦٣، ١٦٤، ثمار القلوب ٢١٠- ٢١٢، المنتظم ٦/ ٢٩٣، الكامل في التاريخ ٨/ ٣٤٥، ٣٤٦، تاريخ مختصر الدول ١٦٣، نهاية الأرب ٢٣/ ١٤٥، ١٤٦، المختصر في أخبار البشر ٢/ ٨٥، العبر ٢/ ٢٠٦، دول الإسلام ١/ ٢٠٠، تاريخ ابن الوردي ١/ ٢٧٠، البداية والنهاية ١١/ ١٨٨، مرآة الجنان ٢/ ٢٨٩، مآثر الإنافة ١/ ٢٨٨، ٢٨٩، النجوم الزاهرة ٣/ ٢٦٢.
[٢] رواية ابن سنان ذكرها مسكويه في: تجارب الأمم ٥/ ٣٨٧، ٣٨٨.
[٣] هذا الخبر مبتور ومشوّش في: تكملة تاريخ الطبري ١/ ١١٠، وهو: «وقطع لسانه لما قرب بجكم الحضرة ومات فدفن في دار السلطان» ، وهو في: تجارب الأمم ٥/ ٣٩١، والعيون والحدائق ج ٤ ق ٢/ ٦١، المختصر في أخبار البشر ٢/ ٨٥، العبر ٢/ ٢٠٦، النجوم الزاهرة ٣/ ٢٦٢.
[٤] تجارب الأمم ٥/ ٣٩١، ٣٩٢، العيون والحدائق ج ٤ ق ٢/ ٦١، تاريخ مختصر الدول ١٦٣، المختصر في أخبار البشر ٢/ ٨٥، تاريخ ابن الوردي ١/ ٢٧٠، مآثر الإنافة ١/ ٢٨٩، النجوم الزاهرة ٣/ ٢٦٢.