للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ومن سنة خمس وعشرين وخمسمائة]

[رواية ابن الأثير عن دُبَيْس]

وقد ساق «ابن الأثير» [١] قصَّة دُبَيْس فقال: لمّا فارق البصرة قصد الشّام، لأنه جاءه مَن طلبه إلى صَرْخَد، وقد كان مات صاحبها، وغلبت سريّتُه على القلعة، وحدّثوها بما جرى على دُبَيْس، فطلبته لتتزوّج به، وتُسلَّم إليه صَرْخَد بما فيها [٢] . فجاء إلى الشّام في البرّيَّة، فضلّ ونزل بأُناس من كلْب بالمرج، فحملوه إلى تاج الملوك، فحبسه، وعرف زنكيّ صاحب الموصل، فبعث يطلبه من تاج الملوك، على أن يُطْلق ولده سونج ومَن معه مِن الأمراء، وإن لم يفعل جاء وحاصره بدمشق، وفعل وفعل، فأجاب تاج الملوك، وسلّم إليه دُبَيْسًا، وجاءه ولده والأمراء. وأيقن دُبَيْس بالهلاك للعداوة البليغة الّتي بينه وبين زنكيّ، ففعل معه خلاف ما ظنّ، وبالغ في إكرامه، وغرِم عليه أموالًا كثيرة، وفعل معه ما يفعل مع أكابر الملوك [٣] .

ولمّا جرى على الباطنيّة ما ذكرناه عام ثلاثةٍ وعشرين تحّرقوا على تاج الملوك، وندبوا لقتله رجلين، فتوصلا حتّى خدما في ركابه، ثمّ وثبا عليه في جُمادَى الآخرة سنة خمسٍ، فجرحاه، فلم يصنعا شيئًا، وهبروهما بالسّيوف، وخيط جرح بعُنقه فبرأ، والآخر بخاصرته، فتنسّر، وكان سببا لهلاكه [٤] .


[١] في الكامل في التاريخ ١٠/ ٦٦٨.
[٢] بغية الطلب (قسم السلاجقة) ٢٣٠، ٢٣١.
[٣] المنتظم ١٠/ ٢٠ (١٧/ ٢٦٣) ، بغية الطلب (قسم السلاجقة) ٢٣١، المختصر في أخبار البشر ٢/ ٥، دول الإسلام ٢/ ٤٧، البداية والنهاية ١٢/ ٢٠٢، عيون التواريخ ١٢/ ٢٢٢.
[٤] سيأتي الخبر في موضعه، وهو في: المختصر في أخبار البشر ٢/ ٥، وتاريخ ابن الوردي ٢/ ٣٧، والكواكب الدرّية ٩٧، ٩٨.