للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالشّام مُصاحِبًا. واقتطع عَنْ صاحب المَوْصِل: حَرّان، ونصيبين، والخابور [١] ، وعاد إلى سِنْجار، فأعاد إلى عمارة أسوارها، ودخل حلب فِي رجب [٢] .

[[أسر جماعة من الفرنج]]

وكان ثلاثمائة فارس من الفرنج قد أغاروا، فصادفهم صاحب البِيرة [٣] شهاب الدّين مُحَمَّد بْن إلياس بْن إيلغازي بْن أُرْتُق وهو يتصيَّد، فقَتَل وأسَرَ أكثرهم، وقدِم بالأسارى عَلَى نور الدّين، وكان بينهم سبعة عشر فارسا، فيهم مُقَدَّم الإسبِتار الأعور بحصن الأكراد [٤] .

وللعماد الكاتب فِي شهاب الدّين قصيدة مَطْلَعُها:

يروق ملوكَ الأرض صيْدُ القَنَائصِ ... وصَيدُ شهابِ الدّين صَيْدُ القوامصِ

[[بناء مدرسة للشافعية والمالكية بمصر]]

وفيها عمل صلاح الدّين بمصر حبْس المعونة [٥] مدرسة للشّافعيَّة، وبنى دار الغزل [٦] مدرسة للمالكيّة [٧] .


[١] زاد في سنا البرق الشامي ٩٩ «والمجدل» .
[٢] النوادر السلطانية ٤٤ وفيه: «فدخل حلب في شعبان من هذه السنة» . ومثله في: الروضتين ج ١ ق ٢/ ٤٨١، سنا البرق الشامي ١/ ٩٩.
[٣] البيرة: قلعة في شرقي الفرات بين الرها وعين تاب. (معجم البلدان ١/ ٥٢٦) .
[٤] سنا البرق الشامي ١/ ١٠٦، مفرّج الكروب ١/ ١٨٨، تاريخ ابن الفرات م ٤ ج ١/ ١٢٣، ١٢٤.
[٥] كان بمصر داران للمعونة، كلّ منهما تعرف باسم حبس المعونة، إحداهما بالفسطاط، والأخرى بالقاهرة، واسمها مأخوذ من ظروف إنشائها إذ أنها بنيت بمعونة المسلمين لينزلها ولاتهم، ثم جعلت دارا للشرطة، ثم حوّلت في عهد العزيز باللَّه الفاطمي إلى سجن عرف باسم حبس المعونة، ثم حوّلها صلاح الدين إلى مدرسة للشافعية. (انظر: مفرّج الكروب ١/ ١٩٧ بالحاشية ٤) .
[٦] في الكامل ١١/ ٣٦٦ ومرآة الزمان ٨/ ٢٨٣: «دار العدل» ، وهو تحريف، والمثبت يتفق مع: مفرّج الكروب ١/ ١٩٧، والروضتين ج ١ ق ٢/ ٤٨٦، وسنا البرق الشامي ١/ ١٠٧، والمختصر في أخبار البشر ٣/ ٥٠، ونهاية الأرب ٢٨/ ٣٦٣.
[٧] كانت دار الغزل قبل ذلك قيسارية يباع فيها الغزل، وعرفت كذلك باسم المدرسة القمحية لأن القمح كان يوزّع على فقهائها من ضيعة بالفيّوم، أوقفها صلاح الدين عليها. (انظر: