للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمّ إنّ الإفرنج راسلوا الزّرّاد أحد المقدَّمين، وكان متسلّمًا برجًا من الوادي، فبذلوا لَهُ مالًا، فعامد عَلَى المسلمين يطلعوا إلى أنّ تكاملوا خمسمائة، فضربوا البوق وقت السَّحَر، ففتح ياغي سيان [١] الباب، وهرب في ثلاثين فارسًا، ثمّ هرب نائبه [٢] في جماعة [٣] .

[[استباحة الإفرنج أنطاكية]]

واستُبيحت أنطاكية، فإنا للَّه وإنا إِلَيْهِ راجعون. وذلك في جُمَادَى الأولى من سنة إحدى وتسعين. وأسقط في يد يغيسيان [٤] صاحبها، وأكل يديه ندمًا حيث لم يعد ويقاتل عَنْ حُرَمه حتّى يقتل. فلشدة ما لحقه سقط مغشيا عَلَيْهِ، وأراد أصحابه أنّ يُرْكِبُوه، فلم يكن فيه حَيْلٌ يتماسك بِهِ، بل قد خارت قوّته، فتركوه ونجوا. فاجتاز بِهِ أَرمنيّ حطّاب، فرآه بآخر رَمَق، فقطع رأسه، وحمله إلى الإفرنج [٥] .

[رواية سبط ابن الجوزيّ]

وقال صاحب «المرآة» : وكثر النّفير عَلَى الإفرنج، وبعث السّلطان بَرْكِيارُوق إلى العساكر يأمرهم بالمسير إلى عميد الدّولة للجهاد.

وتجهّز سيف الدّولة، فمنعه ابن مُزْيَد. فجاءت الأخبار إلى بغداد بأنّ


[ () ] الأرب ٢٨/ ٢٥١، دول الإسلام ٢/ ١٩، تاريخ ابن الوردي ٣/ ١٠، الإعلام والتبيين ٩.
[١] في الأصل: «سنان» ، والتصحيح من: زبدة الحلب ٢/ ١٣٠.
[٢] في الأصل: «هرب في أمية» .
[٣] تاريخ حلب للعظيميّ (تحقيق زعرور) ٣٥٩ و (تحقيق سويّم) ٢٥، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٣٥ و ١٣٦، الكامل في التاريخ ١٠/ ٢٧٤، ٢٧٥، تاريخ الزمان لابن العبري ١٢٤، زبدة الحلب ٢/ ١٣٣، ١٣٤، نهاية الأرب ٢٨/ ٢٥٢، دول الإسلام ٢/ ١٩، الإعلام والتبيين ٩، الحروب الصليبية لوليم الصوري ١/ ٣٣٤، ٣٣٥، أعمال الفرنجة (لمؤرّخ مجهول) ٦٦ وما بعدها، الألكسياد لأنّا كومينا ١٥٦.
[٤] في الأصل: «يغيسنان» ، وفي البداية والنهاية ١٢/ ١٥٥ «باغيسيان» .
[٥] الكامل في التاريخ ١٠/ ٢٧٥، تاريخ الزمان لابن العبري ١٢٤، نهاية الأرب ٢٨/ ٢٥٢، ٢٥٣، المختصر في أخبار البشر ٢/ ٢١٠، العبر ٣/ ٣٣٠، دول الإسلام ٢/ ١٩، ٢٠، مرآة الجنان ٣/ ١٥٤، البداية والنهاية ١٢/ ١٥٥، تاريخ ابن خلدون ٥/ ٢٠، تاريخ ابن الوردي ٢/ ١٠، النجوم الزاهرة ٥/ ١٤٦ و ١٤٧، الإعلام والتبيين ٩، تاريخ الأزمنة ٨٥، الحروب الصليبية لوليم الصوري ٣٥٩، ٣٦٠، أعمال الفرنجة (لمؤرّخ مجهول) ٧٠.