للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخُسِف بخمسين ومائة قرية من قُرَى الرّيّ، واتصل الأمر إلى حُلوان فخُسِف بأكثرها.

وقذفتِ الأرضُ عظام الموتي، وتفَّجرت منها المياه [١] .

وتقطّع بالّريّ جبل [٢] .

وعُلِّقت قرية بين السماء والأرض بمن فيها نصف نهار، ثم خُسِف بها [٣] .

وانخرقت الأرض خروقًا عظيمة، وخرج منها مياه منتنة ودخان عظيم [٤] .

هكذا نقل ابن الجوزيّ [٥] فاللَّه أعلم.

[وفاة أَبِي العباس الأصمّ]

وفيها تُوُفّي أَبُو الْعَبَّاس الأصمّ مُحَدَّث خُراسان فِي ربيع الأوّل، وقد ناهز المائة [٦] .


[١] العيون والحدائق ج ٤ ق ٢/ ٢١٢ (حوادث سنة ٣٤٧ هـ.) ، الكامل في التاريخ ٨/ ٥٢١ وفيه حتى الزلزلة بالطالقان فقط، وانظر: نهاية الأرب ٢٣/ ١٨٩، ١٩٠ باختلاف الرواية، والعبر ٢/ ٢٧٠.
[٢] في العيون والحدائق ج ٤ ق ٢/ ٢١٢ (حوادث سنة ٣٤٧ هـ.) : «وتقطّع جبل بحلوان قطعة قطعة» .
[٣] حتى هنا في: مرآة الجنان ٢/ ٣٣٩، ٣٤٠.
[٤] العيون والحدائق ج ٤ ق ٢/ ٢١٢ (حوادث سنة ٣٤٧ هـ) ، دول الإسلام ١/ ٢١٣، ٢١٤، النجوم الزاهرة ٣/ ٣١٧، كشف الصلصلة ١٧٥، تاريخ الخلفاء ٣٩٩، ٤٠٠، شذرات الذهب ٢/ ٣٧١.
[٥] يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إنّ الموجود في (المنتظم لابن الجوزي ٦/ ٣٨٤) هو: «ونقص البحر في هذه السنة ثمانين ذراعا وظهرت فيه جبال وجزائر لا تعرف ولا سمع بها، وفي ذي الحجّة ورد الخبر بأنه كان بالريّ ونواحيها زلزلة عظيمة مات فيها خلق كثير من الناس» .
أما خبر الخسف بالطّالقان وقذف الأرض لعظام الموتى، وتقطّع الري، وتعلّق قرية بين السماء والأرض، وخروج المياه المنتنة. فهو ليس عند ابن الجوزي وإنما في كتاب (العيون والحدائق) لمؤرّخ مجهول.
وقد عاد المؤلّف الذهبي- رحمه الله- ونسب هذا الخبر لابن الجوزي في «المنتظم» (دول الإسلام ١/ ٤١٢) أما في كتابه (العبر ٢/ ٢٧٠) فقال: «إنما نقلت هذا ونحوه، للفرجة لا للتصديق والحجّة، فإن مثل هذا الحادث الجلل، لا يكفي فيه خبر الواحد الصادق، فكيف وإسناد ذلك معدوم منقطع» . وقد نقل ابن تغري بردي رواية المؤلّف- رحمه الله- كما هي هنا نقلا عن ابن الجوزي أيضا، فليراجع ومثله فعل السيوطي في (تاريخ الخلفاء ٣٩٩، ٤٠٠) .
[٦] المنتظم ٦/ ٣٨٦ رقم ٦٤٧، وستأتي ترجمته ومصادرها في الوفيات برقم (٦١٠) .