للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسلّمها إلى العماد ابن محيي الدّين بن العربيّ، وانتزع الأمينيّة [١] من عَلَم الدّين القاسم وسلّمها إلى ولده عيسى، وانتزع الشّومانيّة [٢] من الفخر النَقْشُواتي وسلّمها إلى الكمال بن النّجّار، وانتزع الربْوة من مُحَمَّد اليمنيّ وسلّمها إلى الشّهاب محمود بن مُحَمَّد بن عَبْد الله ابن زين القُضاة، وولّى ابنه عيسى مشيخة الشّيوخ.

وكان مع الشّهاب أخيه لأمّه تدريس الرّواحيّة، والشّاميّة البرّانية.

وبقي على الأمور إلى أن زالت دولة الطّاغية هولاكو عن الشّام، وجاء الإِسْلَام فبذل أموالا كثيرة على أن يقرّ القضاء والمدارس فِي يده فأقرّ على ذلك شهرا، ثم سافر مع السُّلطان إلى مصر معزولا، وولّي القضاء فِي ذي القعدة نجم الدّين أَبُو بَكْر بن صدر الدّين ابن سَنِي الدّولة [٣] .

[استيلاء التتار على عدّة بلاد]

وفي جُمادى الآخرة أو نحوه استولت التّتار على عجلون، والصَّلْت، وَصَرْخَد، وبُصْرَى، والصّبيبة [٤] ، وخرّقت شُرفات هذه القلاع، ونُهِب ما فيها من الذّخار. وأرسلوا كمال الدّين عُمَر التّفليسي إلى الكَرَك يأمرون المغيث بتسليمها، فأرسل إليهم ولده مع التفْليسي، والملك القاهر بن المعظّم، والمنصور ابن الصّالح إِسْمَاعِيل. فسار الجميع صُحبة المقدّم كَتْبُغا وقد ظفر بالملك النّاصر وهو على عَجْلُون، فهرب الملك القاهر وردّ إلى الكَرَك. وقال للمغيث: ما القوم شيء، فقوّ نفسَك واحفظ بلدك. ثمّ سار إلى مصر، فحرّض الجيش على الخروج، وهوّن شأن التّتار، فشرعوا فِي الخروج.

وسار كتْبُغا بمن معه إلى صفد، وهي للفرنج، فأنزلوا الإقامات، ونُصِبَت لكَتْبُغا خيمةٌ عظيمة، ووصل إليه الزّين الحافظيّ والقاضي محيي الدّين وعليه الخِلعة السّوداء. ثمّ دخلوا دمشق فِي رجب. ثمّ سار فِي طائفةٍ بالنّاصر وابنه


[١] انظر عن (الأمينية) في: الدارس في تاريخ المدارس ١/ ٨٤، ١٣٢ و ٢/ ٢١٧.
[٢] انظر عن (الشومانية) في: الدارس في تاريخ المدارس ١/ ٢٣٨.
[٣] ذيل الروضتين ٢٠٥، ٢٠٦، ذيل مرآة الزمان ١/ ٣٥٧.
[٤] المختصر في أخبار البشر ٣/ ٢٠٤، ذيل مرآة الزمان ١/ ٣٥٨.