للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدّين إمام الكلّاسة نائب شمس الدّين الأيكي فِي تدريسها. ثمّ وليها الأيكي، وناب عَنْهُ فِي تدريسها جمال الدّين الباجريقيّ.

[زوبعة الغَسولة]

وفي صفر جاءت زوبعة عظيمة بالغَسُولة [١] إلى عيون القصب، فأتلفت أشياء كثيرة للجُنْد المجرَّدين مَعَ بكتوت العلائيّ، بحيث إنّها حملت خرْجًا ملآن نعال خيل [٢] .

[استيلاء الفرنج عَلَى جزيرة ميورقة]

وفيها نازلت الفرنج جزيرة مُيُورْقَة، وحاصروها مدّة، ورأس أهلها الحَكَم بْن سَعِيد بْن الحَكَم الَّذِي ذكرنا ترجمة أبِيهِ فِي سنة ثمانين. ثمّ سلّموها صلحا، عَلَى أن يُعطوا عن كلّ آدميٍّ بها سبعة دنانير [٣] ، فعجزوا وبقي أكثرهم فِي الأسر. وأمّا الّذين خلّصوا فأعطتهم الفرنج مركبين، فجاءوا مَعَ الحَكَم إلى المَرِيّة ثمّ إلى سَبْتة، فبالغ صاحبها فِي لم شعثهم، وأكثر من الإحسان إليهم.


[١] الغسولة: منزل للقوافل بين حمص وقار بالشام. (معجم البلدان) .
[٢] ذيل مرآة الزمان ٤/ ٢٨١، المقتفي ١/ ورقة ١٢٦ ب، وفيه: «وورد كتاب من الأمير بدر الدين بكتوت العلائي إلى نائب السلطنة بدمشق الأمير حسام الدين لاجين يذكر فيه أنه في يوم الخميس رابع عشر صفر وقت العصر حصل بالغسولة إلى جهة عيون القصب غمامة سوداء، وأرعدت، وظهر شبه دخان أسود، وحصل من الدخان صورة هائلة مثل الزوبعة تحمل الحجارة وترفعها كرمية سهم نشاب، وتلاطمت الحجارة، وسمع صوتها من مكان بعيد، واتصل بطرف العسكر، وما صادف شيئا إلّا رفعه من آلات الحرب وغيرها، ومما رفع تطابيق نعال جملة في خرج، ورفع بعض الجمال بأحمالها مقدار رمح، وحمل جماعة من الجند والغلمان، وأهلك شيئا كثيرا، وغابت الزوبعة عن العين إلى جهة الشرق» .
وانظر: نهاية الأرب ٣١/ ١٢٩- ١٣١، وتاريخ ابن الفرات ٨/ ٣٧، ٣٨، ١٠٣ والسلوك ج ١ ق ٣/ ٧٣١، وتذكرة النبيه ١/ ١٠٢، ١٠٣.
[٣] دول الإسلام ١/ ١٨٧.