وأما رواية عاصم فإنك قرأت بها على مسعود بن الحسين، قال: قرأت بها على ابن سوار. وكان البطائحي قاعدا في غمار الناس، لأنه لم يكن حينئذ معروفا، ولا له ما يتجمّل به، فقام وقال: هذا كذب. ورفع صوته، ثم خرج وبلغ الوزير الخبر، فطلبه وطلب مسعودا وحاققوه، فتبيّن كذبه. وأنه لم يدخل بغداد إلّا بعد موت ابن سوار بكثير، وأحضر البطائحي نسخة من المستنير بخط ابن سوار، فقوبل بخطها الخط الّذي مع مسعود، ويدّعي أنه خط ابن سوار، فبان الفرق بينهما. وقال البطائحي: هو خط مزوّر بخط أبي رويح الكاتب. وكان خطّه شبيها بخط ابن سوار. فأهان الوزير مسعودا ومنعه من الصلاة بالناس، وقال له: لولا أنك شيخ لنكّلت بك. ثم قرأ الوزير على البطائحي، وأسند عنه القراءات، وعلا قدره. وذكر مضمون هذه الحكاية ابن النجار عن أحمد بن البندنيجي، وكان شاهدا للقصة، وصار للبطائحي بعد ذلك اتصال بالدولة، ويدخل بواطن دار الخلافة، وكان ضريرا يحفي شاربه. [١] بياض في الأصل. [٢] انظر عن (محمد بن أحمد بن أبي الفرج) في: العبر ٤/ ٢١٥، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٤ رقم ١٨٦٣، وسير أعلام النبلاء ٢٠/ ٥٤٣، ٥٤٤ رقم ٣٤٥، والنجوم الزاهرة ٦/ ٧٩، وشذرات الذهب ٤/ ٢٤٣.