أخبرني- أيّده الله- أنه كان يخيط ويأكل من كسبه، وكان ضلعه مع أهل التصوّف إلى أن قال له: لو اشتغلت بالعلم كان أنفع لك، فاشتغل في بدء أمره بكتاب «الشهاب» للقضاعي، فحفظه، وبغيره من كتب الفقه. ورحل إلى الموصل، وقرأ على الشيخ أبي حامد محمد بن يونس- رحمه الله- وذكر أنّ جدّه خلّا من مركود بين أرمية، إلى أشنه، وأقاموا بها. وكان صالحا ديّنا، سمع الحديث، أشنهيّ المولد والأصل، يقطع النهار تسبيحا والليل صلاة. أخبرني أنه لما قرأ على أبي الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي خطيب الموصل، سأله عن كنيته، فقال: لا كنية لي، فقال: ينبغي أن تكنى أبا الذهب لأن اسمك أميري، فكنّاني بأبي الذهب. ووجدت هذه الكنية بخط أبي الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي في جزء فيه سماعه عليه. ونقلت من خطه: تغرّبت عن أهلي مخافة شامت ... إلى بلد قفر بعيد الموارد وهان عليّ الموت مما لقيته ... عليك بحسن الصبر عند الشدائد وجدت على آخر صفحة من جزء من آخر «المهذّب» : ولد أميري بن بختيار ابن خلّ بن محمد بن عبد الله سنة خمس وأربعين وخمسمائة. (تاريخ إربل) . [١] انظر عن (بهرام بن محمود) في: التكملة لوفيات النقلة ٢/ ٤١٨ رقم ١٥٧٣. [٢] وقال المنذري: ولنا منه إجازة بمسموعاته كتب بها إلينا من دمشق في شهر رمضان سنة تسع وستمائة.