النفوس، ولو سلم من ذَلِكَ لكان أنفع للمخالفين، لا سيما عبارته فِي هذه الفتيا الحَمويّة. وكان غضبه فيها للَّه ولرسوله باجتهاده. فانتفع بها أُناس وانفصم بها آخرون ولم يحملوها. واتّفق أنّ قبل هذا بأيّام أنكر أمر المنجمين، ومشى إلى نائب السَّلْطَنَة سيف الدِّين جاغان، فامتثل أمره، وأصغى إلى قوله واحترمه، وطلب منه كثرة الاجتماع به، فشرِقوا لذلك، وفعلوا الَّذِي فعلوا، واعتضدوا بشيخ دار الحديث.
وبعث جاغان فِي الحال جاندارية فضربوا المنادي وجماعة كانوا معه من أذناب الفقهاء. واحتمى صدر الدّين ابن الوكيل ببدر الدِّين الأتابكيّ واستجار به، واختفى الأمير سالم وغيره، وفرغت الفتنة، ورأى قاضي القضاة إخمادَها وتسكينَها [١]
[الإيقاع بأعراب البطائح]
وفيها سار غازان إلى بغداد وجهز عسكرا إلى البطائح، فأوقعوا بحراميّة الأعراب بالبطائح، وقتلوا منهم خلقا. وأحسن إلى الرّعية. وأمر بتصفية النقدية وتهدّد فِي ذَلِكَ.
[القحط بشيراز]
واشتدّ القحط بشيراز.
[قصة قبجق وألبكي والسلحدار وذهابهم إلى التتار]
كان هَؤُلَاءِ وغيرهم قد توحشت خواطرهم وخافوا على أنفسهم ممّا وقع من منكودمُر احساميّ نائب المملكة، من قيامه فِي إعدامه جماعة من الأمراء المجردين بحلب بالسُمّ، وغير ذَلِكَ. وعلموا أن أستاذه لا يزيل خوفه لمحبته له، واعتماده عليه فِي سائر الأمور، فاتفقوا على أنّ مصلحتهم الدّخول إلى عند قازان لأنهم بلغهم إسلامه. فساروا من حمص فِي ليلة ثامن ربيع الآخر