كتاب تاريخ الإسلام - ت تدمري

سنة تسع وسبعين وستمائة - [نداء حلبي يائس بنصر الإسلام] - ج: 50 - ص: 50

شَيْزَر، وخيّمت كلُّ طائفةٍ تحت حصنها، واتّفقوا على المُلْتَقَى وقتال التّتار [١] .

وجاءت طائفةٌ عظيمةٌ من التّتار، فقتلوا من تَبَقَّى بحلب، وسبوا ونهبوا، وأحرقوا منبر الجامع والمدارس ودُور الأمراء، وعملوا كلَّ قبيح كعاداتهم، وأقاموا بحلب يومين، واستاقوا المواشي والغنائم [٢] .

[نداء حلبي يائس بنصر الإِسْلَام]

وقيل إنّ بعض من كان استتر بحلب يئس من الحياة، ووقف على رأس منارة حلب، وكبّر بأعلى صوته على التّتار وقال: الله أكبر جاء النّصر من عند الله. ولوّح بثوبه، وبقي يقول: أمسِكُوهم من البيوت مثل النّساء يا عسكر الإِسْلَام. فخرج التّتار على وجوههم يظنّون أنّ المسلمين جاءوا. وكانوا قد بلغهم اجتماع العسكر على حماة، وسلِم ذلك الرّجل. نقل ذلك الشَّيْخ قُطْبُ الدّين [٣] .

[تسحُّب الأمراء عن سُنْقر]

وَفِي هَذِهِ الأيّام تسحّب جماعةٌ من الأمراء الذين عند سُنْقر الأشقر إِلَى السّلطان. وكان السّلطان قد سار ببقيّة الجيش فنزل غزّة [٤] .

---

[١] التحفة الملوكية ٩٥، زبدة الفكرة، ورقة ١٠٥ أ، منتخب الزمان ٢/ ٣٦٣، ذيل مرآة الزمان ٤/ ٤٥، عيون التواريخ ٢١/ ٢٤٧.
[٢] التحفة الملوكية ٩٥، نزهة المالك والمملوك، ورقة ٦٤ ب، تذكرة النبيه ١/ ٥٩، منتخب الزمان ٢/ ٣٦٣، العبر ٥/ ٣٢٣، الجوهر الثمين ٢/ ٩٣، ٩٤، ذيل مرآة الزمان ٤/ ٤٥، عيون التواريخ ٢١/ ٢٤٧.
[٣] في ذيل مرآة الزمان ٤/ ٤٥، والخبر في: تاريخ مختصر الدول ٢٨٨، والمختصر في أخبار البشر ٤/ ١٤، وتاريخ ابن الوردي ٢/ ٢٢٨، والبداية والنهاية ١٣/ ٢٩٢، وعيون التواريخ ٢١/ ٢٤٧، ٢٤٨، والسلوك ج ١ ق ٣/ ٦٨١، ٦٨٢، وتاريخ ابن سباط ١/ ٤٧٤.
[٤] التحفة الملوكية ٩٥، الفضل المأثور، ورقة ٢٩ ب.، المختصر في أخبار البشر ٤/ ١٤، الجوهر الثمين ٢/ ٩٤، ذيل مرآة الزمان ٤/ ٤٥، عيون التواريخ ٢١/ ٢٤٨، السلوك ج ١ ق ٣/ ٦٨٣.