كتاب تاريخ الإسلام - ت تدمري

سنة أربع وعشرين وستمائة - حرف الفاء - ج: 45 - ص: 206

أوقاته، بل في جَمْع قليل وعلى رأسه كَلَوْتة صفراء بلا شاش [١] ، ويَتَخَرَّق الطُّرَق، ولا يُطَرِّق لَهُ أحدٌ. ولقد رأيتُه بالبيت المُقَدَّس في سَنَةِ ثلاثٍ وعشرين والرجالُ والنِّساءُ يُزاحمونه ولا يردُّهم. ولَمّا كَثُر هذا منه، ضُرِبَ به المَثَلُ، فمن فعلَ فِعْلًا لا تَكَلُّف فيه قيل: «فعله بالمُعَظَّميّ» . وكان شيخُه في الفقه جمال الدّين الحصيريّ، تردّد إليه وإلى الكِنْديّ كثيرا. وكان قد بحث «كتابَ» سِيبَويْه وطالعة مرّات. بلغني أنّ أباه قال لَهُ: كيف خالفتَ أهلك وصِرت حنفيا؟ قال: يا خَوَنْد ألا تَرْضَوْنَ أن يكونَ منّا واحِدٌ مُسلم؟ قاله على سبيل المُداعبة [٢] .

[حرف الفاء]

٢٥٨- فاطمة بنت يونس [٣] .

وأخوها هُوَ الوزيرُ أبو المُظَفَّر عُبَيْد الله بن يُونُس.

روت بالإِجازة عن أبي الحَسَن بن غَبْرَة.

٢٥٩- الفَتْح بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [٤] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْن هبة اللَّه بْن عبد السلام ابن يحيى. عميد الدِّين، أبو الفَرَج، بْن أبي مَنْصُور بْن أبي الفَتْح بْن أبي الحَسَن، البَغْداديُّ، الكاتب.

وُلِدَ يوم عاشوراء سَنَة سبْعٍ وثلاثين وخمسمائة.

وسَمِعَ من: جدّه أبي الفَتْح، ومُحَمَّد بن أحمد الطّرائِفِيّ، ومُحَمَّد بن عُمَر الأُرْمَويّ، وأبي غالب محمد بن عليّ ابن الدّاية، وأحمد بن طاهر

---

[١] يعني بلا عمامة. وانظر «صبح الأعشى» : ٤/ ٥.
[٢] مدحه الشاعر ابن عنين في ديوانه- ص ١٥- ١٧ و ٨٢٢.
[٣] انظر عن (فاطمة بنت يونس) في: التكملة لوفيات النقلة ٣/ ٢٠٥ رقم ٢١٥٨.
[٤] انظر عن (الفتح بن عبد الله) في: عقود الجمان لابن الشعار ٥/ ورقة ٢٥٢- ٢٥٥، والتكملة لوفيات النقلة ٣/ ١٩٧، ١٩٨ رقم ٢١٤٣، وتلخيص مجمع الآداب ج ٤ ق ٢/ ٩٣٦ رقم ١٣٩٦، والمعين في طبقات المحدّثين ١٩١ رقم ٢٠٣١، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٢٨، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٥٧، ودول الإسلام ٢/ ١٣١، والعبر ٥/ ١٠٠، ١٠١، والمختصر المحتاج إليه ٣/ ١٥٧- ١٥٩ رقم ١١٠١، وسير أعلام النبلاء ٢٢/ ٢٧٢- ٢٧٤ رقم ١٥٥، ونثر الجمان للفيومي ٢/ ورقة ١٠، ١١، والعسجد المسبوك ٢/ ٤٣٠، ٤٣١، والنجوم الزاهرة ٦/ ٢٦٩، وشذرات الذهب ٥/ ١١٦.