وما شيء له في الرأس رجل ... وموضع وجهه منه قفاه؟ إذا غمّضت عينك أبصرته ... وإن فتّحت عينك لا تراه ونظم أيضا: وجار وهو تيّار ... ضعيف العقل خوّار بلا لحم ولا ريش ... وهو في الرمز طيّار بطبع بارد جدّا ... ولكن كلّه نار فكتب ابن شبيب على الأول: هو طيف الخيال. وكتب على الثاني: هو الزئبق. فجاء أبو غالب وأبو منصور إليه وقالا: هب اللغز الأول طيف الخيال، والبيت الثاني يساعدك على ما قلت، فكيف تعمل بالبيت الأول؟ فقال: لأن المنام يفسّر بالعكس، لأن من بكى يفسّر بكاؤه بالضحك والسرور، ومن مات يفسّر موته بطول العمر. وأما اللغز الثاني: فإن أصحاب صناعة الكيمياء يرمزون للزئبق بالطيّار والفرّار والآبق وما أشبه ذلك، لأنه يناسب صفته، وأمّا برده فظاهر، ولإفراط برده ثقل جسمه وجرمه، وكله نار لسرعة حركته وتشكّله في افتراقه والتئامه، وعلى كل حال ففي ذلك تسامح يجوز في مثل هذه الصور الباطلة إذا طبّقت على الحقيقة. ومن شعر ابن شبيب في المستنجد: أنت الإمام الّذي يحكي بسيرته ... من ناب بعد رسول الله أو خلفا أصبحت لبّ بني العباس كلّهم ... إن عدّدت بحروف الجمّل الخلفا فإنّ جمّل حروف «لبّ» اثنان وثلاثون، والمستنجد هو الثاني والثلاثون من الخلفاء. [٢] مولده سنة ٥٠٠ هـ. [٣] انظر عن (زهير بن محمد) في: المختصر المحتاج إليه ٢/ ٧٥ رقم ٦٧٣، وتلخيص مجمع الآداب ٤/ ٩١، وغاية النهاية ١/ ٢٩٥. [٤] ويلقّب: غياث الدين.