للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[مقتل أبي غانم القرمطي]]

ووصل الحسين بن حمدان إلى الرَّحْبَةِ، فلّما أحسّ الكلبيون بالجيش ائتمروا بأبي غانم المذكور، فوثب عليه رجل فقتله، ونهبوا ما معه، وظفرت طلائع ابن كُنْداجيق بالقَرْمَطيّ مقتولًا، فاحتزُّوا رأسه [١] .

[[مهاجمة القرامطة الكوفة]]

ثمّ إنّ زَكْرَوَيْه بن مهْرَوَيْه جمع جُموعًا، وتَواعَد هو ومن أطاعه، فصبَّحوا الكوفة يوم النَّحْر، فقاتلهم أهلها عامّة النّهار، وانصرفوا إلى القادسيّة، وقد استعدّ لهم أهل الكوفة، وكتب عاملها إسحاق بن عمران إلى الخليفة يستمدّه، فبعث إليه جيشًا كثيفًا، فنزلوا بقرب القادسيّة، وجاءهم زَكروَيْه، فالتقوا في العشرين من ذي الحجّة. وكمَّن زَكروَيْه كمينًا، فلما انتصف النّهار خرج الكمين، فانهزم أصحاب الخليفة أقبح هزيمة، واستباحتهم القرامطة. وكان معهم القاسم بن أحمد داعي زَكروَيْه، فضربوا عليه قُبَّة وَقَالُوا: هَذَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثمّ هجموا الكوفةَ وهم يصيحون: يا ثارات الحسين. وهي كلمة تفرح بها الرّافضة، والقرامطة إنّما يعنون ابن زَكْرَوَيْه. وأظهروا الأعلام البيض ليَسْتَغْوُوا رُعاع الكوفيّين، فخرج إليهم إسحاق بن عِمران في طائفة، فأخرجوهم عن البلد [٢] .

[القبض على الخليجيّ]

وفيها زحف فاتك المعتضديّ على الخليجيّ، فانهزم إلى مصر، ودخل


[١] انظر تفاصيل هذا الخبر في:
تاريخ الطبري ١٠/ ١٢٢- ١٢٤، والتنبيه والإشراف للمسعوديّ ٣٢٤، ٣٢٥، وتاريخ أخبار القرامطة ٢٦- ٢٨، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٧٥، والمنتظم ٦/ ٥٧، والكامل في التاريخ ٧/ ٥٤١- ٥٤٣، وكنز الدرر (الدرّة المضيّة) ٧٩- ٨٢، وتاريخ ابن الوردي ١/ ٢٤٨، ودول الإسلام ١/ ١٧٧، ومرآة الجنان ٢/ ٢٢١، والبداية والنهاية ١١/ ١٠٠.
[٢] انظر تفاصيل هذا الخبر في:
تاريخ الطبري ١٠/ ١٢٤، ١٣٢٥، وتاريخ أخبار القرامطة ٢٨، والعيون والحدائق ج ٤ ق ١/ ١٩٣، والمنتظم ٦/ ٥٧، والكامل في التاريخ ٧/ ٥٤٣، ٥٤٤، وكنز الدرر (الدرّة المضيّة) ٨٣- ٨٥، والعبر ٢/ ٩٤، ٩٥، ومرآة الجنان ٢/ ٢٢١، والبداية والنهاية ١١/ ١٠٠.