للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بدء الوحشة بين المظفّر وبيبرس]

ودخل السُّلطان الملك المظفّر القلعة مؤيّدا منصورا، وأحبّه الخلق غاية المحبّة. وعبر قبله البُنْدُقْداريّ على دمشق، وسار وراء التّتر إلى بلاد حلب، وطردهم عن البلاد [١] . ووعده السُّلطان بحلب، ثمّ رجع عن ذلك فتأثّر رُكْن الدّين البُنْدُقْداريّ من ذلك، وكان مبدأ الوحشة [٢] .

[[تأمين ابن صاحب حمص]]

وسيّر الملك الأشرف ابن صاحب حمص يطلب من السُّلطان أمانا على نفسه وبلاده، وكان قد هرب مع التّتار من دمشق، ثمّ انملَسَ منهم وقصد تَدْمُر، فأمّنه وأعطاه بلاده، فحضر إلى الخدمة، ثمّ توجّه إلى حمص [٣] وتوجّه صاحب حماه إلى حماه [٤] .

[[تعيين وعزل أصحاب مناصب]]

واستعمل السُّلطان على حلب علاء الدّين ابن صاحب الموصل [٥] .

واستعمل على دمشق حسين الكرديّ طبردار الملك الناصر الَّذِي خدعه وأوقعه فِي أسْر التّتار [٦] ، وعزل عن خطابة دمشق ابن الحرستانيّ، ووليها أصيل الدين الإسعرديّ إمام السّلطان قُطُز، وقُرِئ تقليده، ثمّ عُزِل بعد شهر وأعيد عماد الدّين ابن الحرستانيّ [٧] .


[١] عيون التواريخ ٢٠/ ٢٢٨، الدرّة الزكية ٦٠، الروض الزاهر ٦٦، دول الإسلام ٢/ ١٦٣، السلوك ج ١ ق ٢/ ٤٣٢.
[٢] تاريخ الخلفاء ٤٧٥، ٤٧٦.
[٣] المختصر في أخبار البشر ٣/ ٢٠٥، البداية والنهاية ١٣/ ٢٢٢، السلوك ج ١ ق ٢/ ٤٣٣، عقد الجمان (١) ٢٤٨.
[٤] المختصر في أخبار البشر ٣/ ٢٠٦، البداية والنهاية ١٣/ ٢٢٢، السلوك ج ١ ق ٢/ ٤٣٣، نهاية الأرب ٢٩/ ٤٥٧، عقد الجمان ٢٤٨.
[٥] المختصر في أخبار البشر ٣/ ٢٠٧، عقد الجمان (١) ٢٤٨، ٢٤٩.
[٦] وقال أبو الفداء خلاف ذلك: وفي يوم دخوله (قطز) دمشق أمر بشنق جماعة من المنتسبين إلى التتر فشنقوا وكان من جملتهم حسين الكردي طبردار الملك الناصر يوسف وهو الّذي أوقع الملك الناصر في أيدي التتر. (المختصر ٣/ ٢٠٥) .
[٧] البداية والنهاية ١٣/ ٢٢٤.