للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثُمَّ وَجَّهَ الرَّشِيدُ جُنْدًا أَحَاطُوا بِأَبِيهِ وَبِجَمِيعِ أَوْلادِهِ وَمَوَالِيهِ، وَأُخِذَتْ أَمْوَالُهُمْ وَأَمْلاكُهُمْ. وَكَتَبَ إِلَى سَائِرِ الْعُمَّالِ بِقَبْضِ مَالِهِمْ [١] .

وَبُعِثَتْ جُثَّةُ جَعْفَرٍ إِلَى بَغْدَادَ، فَنُصِبَتْ عَلَى خَشَبَةٍ [٢] .

وَنُودِيَ أَلا لا أَمَانَ لِمَنْ آوَى أَحَدًا مِنَ الْبَرَامِكَةِ [٣] .

[مَقْتَلُ أَنَسِ بْنِ أَبِي شَيْخٍ]

ثُمَّ أَمَرَ الرَّشِيدُ يَوْمَ دَخَلَ الرَّقَّةَ بِقَتْلِ أَنَسِ بْنِ أَبِي شَيْخٍ، فَقُتِلَ وَصُلِبَ عَلَى الزَّنْدَقَةِ، وَكَانَ من أصحاب البرامكة [٤] .

[[حكاية ابن الصابيء عن جعفر البرمكي]]

وذكر ابن الصابيء فِي كِتَابِ الأَمَاثِلِ وَالأَعْيَانِ [٥] عَنْ إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ قَالَ: خَلا جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى يَوْمًا بِنُدَمَائِهِ، وَأَنَا فِيهِمْ، فَلَبِسَ الْحَرِيرَ وَتَضَمَّخَ بِالطِّيبِ، وَفَعَلَ بِنَا مِثْلَهُ. فَقَدِمَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ [٦] ، فَدَخَلَ فِي رُصَافِيَّتِهِ وَسَوَادِهِ، فَارْبَدَّ وَجْهُ جَعْفَرٍ، فدعا غلامه


[١] تاريخ الطبري ٨/ ٢٩٦، العيون والحدائق ٣/ ٣٠٦، الإنباء في تاريخ الخلفاء ٨٤، الكامل في التاريخ ٦/ ١٧٨، وفيات الأعيان ١/ ٣٤٥، خلاصة الذهب المسبوك ١٤٧، البدء والتاريخ ٦/ ١٠٥، الفخري ٢١٠، نهاية الأرب ٢٢/ ١٤٠، البداية والنهاية ١٠/ ١٩٠، تاريخ مختصر الدول ١٢٩، ١٣٠.
[٢] تاريخ الطبري ٨/ ٢٩٦، الإنباء في تاريخ الخلفاء ٨٤، العيون والحدائق ٣/ ٣٠٦، البدء والتاريخ ٦/ ١٠٥، الكامل في التاريخ ٦/ ١٧٨، وفيات الأعيان ١/ ٣٣٧ و ٣٤٥، خلاصة الذهب المسبوك ١٤٧، نهاية الأرب ٢٢/ ١٤٠، البداية والنهاية ١٠/ ١٩٠، تاريخ بغداد ٧/ ١٥٩ و ١٦٠، تاريخ اليعقوبي ٢/ ٤٢١.
[٣] تاريخ الطبري ٨/ ٢٩٦، البدء والتاريخ ٦/ ١٠٥، خلاصة الذهب المسبوك ١٤٧، البداية والنهاية ١٠/ ١٩٠.
[٤] تاريخ الطبري ٨/ ٢٩٧، المعارف ٣٨٢، خلاصة الذهب المسبوك ١٤٨.
[٥] اسمه الكامل: «الأماثل والأعيان ومنتدى العواطف والإحسان» (معجم الأدباء ٧/ ٢٥٥) .
[٦] اختصر المؤلّف- رحمه الله- هذا الخبر هنا، ورأيت أن أثبت ما حذفه نقلا عن (وفيات الأعيان لابن خلّكان) لتوضيح أمر قد يلتبس على القارئ، وهو أن جعفر «أمر بأن يحجب عنه كل أحد إلا عبد الملك بن بحران قهرمانه، فسمع الحاجب: «عبد الملك» دون «ابن بحران» ، وعرف عبد الملك بن صالح الهاشمي مقام جعفر بن يحيى في داره، فركب إليه،