للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَلَى الطّيران، لتحمل إِلَيْهِ الكُتُب بأخبار البلدان. وتقدَّم إليَّ بكتْب منشور لأربابها، وإعذار أصحابها، ونوديَ بالتّهديد لمن اصطاد منها شيئا [١] .

[[تفويض العماد بالتدريس والنظارة]]

قَالَ [٢] : وفي رجب فوَّض إليَّ نور الدّين المدرسة الّتي عند حمّام القُصَيْر، وهي الّتي أَنَا منذ قدِمْتُ دمشقَ فيها ساكن. وكان فيها الشَّيْخ الكبير ابن عَبْد [٣] وقد استفاد من علمه كلّ حرٍّ وعبد، فتُوُفّي، وخلّف ولدين، استمرّا فيها عَلَى رسم الوالد، ودرّسا بها، فخدعهما مغربيّ بالكيميا، فلزِماه، وافتقرا بِهِ وأغنياه، وغاظ نور الدّين ذَلِكَ، وأحضرهما ووبّخهما، ورتّبني فيها مدرّسا وناظرا.

[[عبور الخطا نهر جيحون إلى خوارزم]]

وفيها عبرت الخطَا [٤] نهر جَيْحون يريدون خُوارَزْم، فجمع خوارزم شاه ابن أرسلان بْن أَتْسِز بْن مُحَمَّد جيوشه وقصدهم، فمرض، فجهّز الجيش للمقتفي، فالتقوا واشتدّ الحرب، ثمّ انهزم الخُوارَزْميّون، وأُسِر مقدَّمُهُم، ورجعت الخطَا [٥] .


[١] الكامل ١١/ ٣٧٥، التاريخ الباهر ١٥٩، الروضتين ج ١ ق ٢/ ٥٢١، سنا البرق الشامي ١/ ١١٩، عيون التواريخ (مخطوط) ١٧/ ١٣٧ أ، ب، البداية والنهاية ١٢/ ٢٦٩، عقد الجمان (مخطوط) ١٢/ ١٧٢ أ، ب، المختصر في أخبار البشر ٣/ ٥٢، مرآة الزمان ٨/ ٢٨٥، ٢٨٦، بدائع الزهور ج ١ ق ١/ ٢٤١.
[٢] العماد في: سنا البرق الشامي ١/ ١١٩، ١٢٠، وانظر: البداية والنهاية ١٢/ ٢٥٣ وقال إن المدرسة داخل باب الفرج، فنسبت إليه لسكناه بها، فيقال لها العماديّة.
[٣] هو أبو البركات خضر بن شبل بن عبد الحارث الدمشقيّ الواعظ المتوفى سنة ٥٦٢ هـ.
وسيأتي في التراجم برقم (٥٤) .
[٤] الخطا: اسم يطلق على سكان الصين عامّة.
[٥] الكامل ١١/ ٣٧٧- ٣٧٩ (حوادث سنة ٥٦٨ هـ.) ، تاريخ مختصر الدول ٢١٥.