للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة ثمان عشرة وأربعمائة]

[وقوع البَرَد في البلاد]

في ربيع الأوّل [١] جاء بَرَدٌ بقُطْرَبُلّ [٢] والنُّعْمانّية [٣] قتل كثيرًا مِن الغَنَم والوحْش.

قِيلَ: كَانَ في البَرَدة رِطْلان وأكثر.

وجاء بعده بأيّام بَرَد ببغداد كقدر البَيْض وأكبر.

وجاء كتابٌ من واسط بأنّه وقع بَرَدٌ في الواحد منه أرطال، فهلكت الغلات، وأمْحلت البلاد [٤] .

[إعادة الخطبة لجلال الدّولة]

وفيها قصد الإسْفَهْسِلاريّة والغلْمان دار القادر باللَّه إنّك مالك الأمور، وقد كنّا عند وفاة المُلْك مشرّف الدّولة اخترنا جلال الدّولة ظنًا منّا أنّه ينظر في الأمور، فأغفلَنَا، فَعَدلْنا إلى المُلْك أَبِي كاليجار ظنًا منّا أنّه يحقق وعدنا بِهِ، فكنّا عَلَى أقبح مِن الحالة الأولى. ولا بدّ مِن تدبير أمورنا.

فخرج الجواب بأنّكم أبناء دولتنا، وأوّل ما نأمركم أن تكون كلمتكم


[١] في: المنتظم لابن الجوزي ٨/ ٢٨: «في آخر نهار الخميس العاشر من ربيع الآخر» .
[٢] قطربُّل: بالضمّ ثم السكون، ثم فتح الراء، وباء موحّدة مشدّدة مضمومة، ولام. وقد روي بفتح أوّله وطائه. وأمّا الباء فمشدّدة مضمومة في الروايتين، وهي كلمة أعجمية: اسم قرية بين بغداد وعكبرا، ينسب إليها الخمر. وقيل هو اسم لطسّوج من طساسيج بغداد أي كورة، فما كان من شرقيّ الصّراة فهو بادوريا وما كان من غربيّها فهو قطربُّل. (معجم البلدان ٤/ ٣٧١) .
[٣] النّعمانيّة: بالضمّ. بليدة بين واسط وبغداد في نصف الطريق على ضفة دجلة معدودة من أعمال الزّاب الأعلى وهي قصبته. (معجم البلدان ٥/ ٢٩٤) .
[٤] المنتظم ٨/ ٢٩، الكامل في التاريخ ٩/ ٣٦٣، تاريخ الزمان لابن العبري ٨٣ وفيه: «وفي هلال الربيع الأول من السنة التالية (أي سنة ٤١٨ هـ.) سقط برد ضخم في بغداد نظير بيض الدجاج» ، المختصر في أخبار البشر ٢/ ١٥٦، البداية والنهاية ١٢/ ٢٢.