للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة ثلاث عشرة وأربعمائة]

[ضرْب الحجر الأسود وكسْره]

فيها عمد بعض المصرييّن إلى الحجر الأسود فضَربه بدبّوس [١] كسر منه قِطَعًا. فقتله الحجّاج، وثار أهلُ مكّة بالمصرييّن فنهبوهم وقتلوا منهم جماعة.

ثمّ ركب أبو الفتوح الحَسَن بْن جعفر، صاحب مكّة فأطفأ الفتنة، وردّهم عَنْ المصرييّن.

قَالَ هلال بْن المحسَّن: قِيلَ إنّ الضّارب بالدّبّوس ممّن استغواهم الحاكم وأفسد أديانهم.

وقيل: كَانَ ذَلِكَ في سنة أربع عشرة [٢] .

[قَتْل ضارب الحجر الأسود]

وقال: أُبَيٌ النَّرْسيّ، أَنَا أبو عَبْد الله محمد بْن عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن العَلَويّ [٣] ، قَالَ في سنة ثلاث عشرة: لما صلّيت الجمعة يوم النّفر الأوّل، ولم


[١] الدّبّوس: آلة من آلات الحرب تشبه الإبرة، كانت تصنع من عود طوله نحو قدمين من الخشب الغليظ، في أحد طرفيه رأس من حديد قطرها ثلاث بوصات تقريبا. (تكملة المعاجم العربية، لدوزي- ج ٤/ ٢٨٩) .
[٢] وقد انفرد «المقريزي» بالقول إن ذلك كان في سنة ٤١٨ هـ، وإن الفاعل هو رجل ديلميّ، وليس مصريّا. قال:
«وفي سنة ثمان عشرة وأربعمائة، في ذي الحجّة- والناس يطوفون بالكعبة، قصد رجل ديلميّ من الباطنيّة الحجر الأسود فضربه بدبّوس فكسره، وقتل في الحال، وقتل معه جماعة ذكر أنهم كانوا معه وعلى اعتقاده الخبيث» . (اتّعاظ الحنفا ٢/ ١٣١) .
ويؤرّخ «يحيى بن سعيد الأنطاكي» هذه الحادثة في: يوم الجمعة لاثني عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، ويقول إن الفاعل: إنسان عجميّ. (تاريخ الأنطاكي- بتحقيقنا- ص ٣٧٩) .
[٣] ولد سنة ٣٦٧ وتوفّي سنة ٤٤٥ هـ. له كتاب: «الفوائد المنتقاة والغرائب الحسان عن الشيوخ