للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة تسع وستمائة]

[نكبة سامة الجبليّ]

قَالَ أَبُو شامة [١] : فيها نكبة سامة [٢] الجبليّ صاحب دار سامة الّتي صُيِّرت مدرسة الباذرائيَّة. وكان من الأمراء الكبار، وهو الّذي قِيلَ عَنْهُ: إنّه سَلّم بيروت إِلى الفرنج.

وقال أَبُو المظفّر سِبْط الجوزيّ [٣] : اجتمع المَلِك العادل وأولاده بدِمياط، وكان سامة بالقاهرة قد استوحش منهم، واتّهموه بمكاتبة الظّاهر صاحب حلب، وحكى لي المعظَّم: أنّه وَجَد لَهُ كتبا وأجوبة إِلَيْهِ، فخرج سامة من القاهرة كأنّه يتصيّد، ثُمَّ ساق إِلى الشّام بمماليكه، وطلبَ قِلاعه وهما:

كوكب وعجلون، فأرسل والي بلبيس بطاقة إِلى العادل، فَقَالَ العادل: مَن ساق خلفه فله أمواله وقِلاعه. فركب المعظَّم وأنا معه، فَقَالَ لي: أَنَا أريد أن أسوق فسُق أنت مَعَ قماشي، وساقَ في ثمانيةٍ، إِلى غزَّة في ثلاثة أيّام، فسبقَ سامة. وأمّا سامة فانقطع عَنْهُ مماليكه ومن كَانَ معه، وبقي وحده وبه نِقْرس، فوصل الدّارومَ، فرآه بعض الصّيادين فعرفه، فَقَالَ لَهُ: انزِل. قَالَ: هذه ألف دينار وأَوصلني إِلى الشّام، فأخذها الصّيّاد، وجاء رفاقه فعرفوه أيضا، فأخذوه على طريق الخليل ليحملوه إِلى عجلون، فدخلوا بِهِ. قَالَ: وأُنزل في صِهْيون، وبعث إِلَيْهِ المُعَظّم بثيابٍ ولاطَفَه وقال: أنت شيخ كبير وبك نقرس،


[١] في ذيل الروضتين ٨٠.
[٢] هكذا في الأصل، وفي المصادر «أسامة» بإضافة الهمزة في أوله.
[٣] في مرآة الزمان ج ٨ ق ٢/ ٥٦٠، ٥٦١.