[٢] وقال ابن عساكر: سمعت منه شيئا يسيرا، وكان خيّرا، وسكن الربوة مدّة، فكان يحسن إلى زوّارها، ثم أخرج منها فانقطع، وسكن النّيرب. وكان له بستان بين النهرين يظلّ أكثر أوقاته فيه منفردا عن الناس. حكى عن أبي محمد ابن الأكفاني، بسنده عن حسين الصيرفي، قال: قال لي العتّابيّ: قدمت على أبي ومعي حمار موقر كتبا، فقال لي: يا كلثوم، ما على حمارك؟ قلت: كتب يا أبه. فقال: والله، إن ظننت عليه إلّا مالا. فعدلت كما أنا إلى يعقوب بن صالح أخي عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس، فدخلت عليه فأنشدته، فقلت: حسن ظنّي إليك أصلحك الله ... دعاني فلا عدمت الصلاحا ودعاني إليك قول رسول الله ... إذا قال مفصحا إفصاحا: إن أردتم حوائجا من وجوه ... فتنقّوا لها الوجوه الصّباحا. فلعمري لقد تنقّيت وجها ... ما به خاب من أراد النجاحا فقال لي: يا كلثوم، ما حاجتك؟ قلت: بدرتان. قال: فأمر لي بها. قال: فأتيت أبي وهما معي، فقلت له: يا أبه، هذا بالكتب التي أنكرت. [٣] انظر عن (جهيس) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.