للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ولاية حامد بن العباس الوزارة]

وكتب إلى حامد بن العّباس كاتب واسط، فقدِم في أبّهة عظيمة، وخلفه أربعمائة مملوك بالسلاح، فخلع عليه، وجلس في الدّيوان أيّامًا، فظهرَ منه قلّة معرفة وسوء تدبير وحِدَّة، فضُمّ معه عليّ بن عيسى في الأمر، فمشى الحال، وبقي الرَّبْط والحَلّ والدَّسْتُ لعَليّ [١] ، فعزلَ عليُّ بنُ عيسى عليَّ بنَ أحمد بن بِسْطام مِن جُنْد قِنَّسْرين والعواصم، وقلّد الشام ومصر أبا عليّ الحسن بن أحمد المادرائيّ، وقرَّر عليه الخراج عن الإقليمين، ثلاثة آلاف ألف دينار، سوى نَفقات الجيوش وغيرهم تُحمل إلى المقتدر [٢] .

ازدياد تدخّل النساء في أمور الحكم

وكثُر أمرُ حُرَم الخليفة ونهيهم لركاكته، وآل الأمرُ إلى أن أمرت السّيّدة أمُّ المقتدر على القهْرمانة أن تجلس بتُربتها للمظالم، وتنظر في رقاع النّاس كلّ جمعة. فكانت تجلس وتُحْضِر القُضاة والأعيان، وتبرز التّواقيع وعليها خطّها [٣] .

وفاة الفقيه ابن سُرَيج

وفيها تُوُفّي أبو العبّاس بن سُرَيْج الفقيه [٤] .

قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: كان فاضلًا لولا ما أحدثَ في الإسلام من مسألة الدّور في الطّلاق.


[١] المنتظم ٦/ ١٤٧، ١٤٨، الكامل في التاريخ ٨/ ١١٢، والفخري ٢٦٨، ٢٦٩، مختصر التاريخ ١٧٥، نهاية الأرب ٢٣/ ٥٣، البداية والنهاية ١١/ ١٢٩.
[٢] تكملة تاريخ الطبري ١٩، ٢٠، العيون والحدائق ج ٤ ق ١/ ٢٧٧- ٢٧٩، الكامل في التاريخ ٨/ ١١١.
[٣] التنبيه والإشراف ٣٢٨، ٣٢٩، المنتظم ٦/ ١٤٨، الفخري ٢٦٢، نهاية الأرب ٢٣/ ٥٤، العبر ٢/ ١٣١، دول الإسلام ١/ ١٨٥، مرآة الجنان ٢/ ٢٤٦، البداية والنهاية ١١/ ١٢٩، مآثر الإنافة ١/ ٢٧٦، النجوم الزاهرة ٣/ ١٩٣، ١٩٤، تاريخ الخلفاء ٣٨١، شذرات الذهب ٢/ ٢٤٧.
[٤] وهو: أحمد بن عمر بن سريج. انظر ترجمته في هذا الجزء برقم (٢٦٥) ، وفيها مصادر ترجمته.