للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ومن سنة ست وخمسين وثلاثمائة]

دخلت الخراسانية فغزوا بلد ابن [١] مَسْلَمَة وخرجوا بالسلامة والغنائم، وتصدّر أهل نَصِيبّين إلى ناصر الدولة بمصادرة العمّال، فأزال ضررهم وردّ إليهم كثيرًا من أموالهم، حتى قيل إنّه قال لهم: قد أبحت لكم دماء من ظلمكم.

وفيها رجع غزاة خُراسان إلى بلادهم، ودخل سيف الدولة إلى حلب ومعه قوم من الخراسانية. ومعهم فيل، فمات الفيل بعد أيام، فاتّهموا أنّ النّصارى سمَّتْهُ.

ومات سيف الدولة في صفر، وبُعِثَ بتابوته إلى عند قبر أمّه [٢] . وكان تُقَى [٣] مولى سيف الدولة أكبر الأمراء، وكان قد أخذ من أنطاكية مالًا كثيرًا، حتى ضجّ الناس منه، وشكوه إلى قرغُوَيْه الحاجب نائب حلب، فاجتاز بعده عن الشام، فرفق به حتى جاء إلى حلب، ونفّذه مع التابوت المذكور في


[١] في الأصل «بن» .
[٢] الأعلاق الخطيرة- ج ٣ ق ١/ ٣١٥، زبدة الحلب ١/ ١٥١، تاريخ الأنطاكي.
[٣] في الأصل «تقا» وفي تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي- ص ٨٠٧ «تقى» ، وكذا في نخب تاريخية- ص ٢٧٣.