للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[موقعة البيرة]]

وَفِي جُمَادَى الأولى بلغ السّلطانَ، وهو بدمشق أنّ فرقة من التّتار نازلوا البيرَة، فسار إِلَى حمص، ثُمَّ إِلَى بزاعَة [١] ، فأُخبر أنّ التّتار على الفُرات ثلاثة آلاف، فرحل إِلَى الفُرات، وأمر الجيش بخَوْضها، فخاض الأمير سيف الدّين قلاوون، وبدر الدين بَيْسَريّ فِي أوّل النّاس، ثُمَّ تبِعَهُما هُوَ، ووقعوا على التّتار، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وأسروا نحو المائتين، وساق وراءهم البَيْسريّ إِلَى سَرُوج. أمّا الّذين نازلوا البِيرَة فإنّهم سمِعوا بِذَلِك، فترحّلوا عن البيرة منهزمين، وأتاها السّلطان فخلع على الكبار، وفرَّق فِي أهلها مائة ألف درهم [٢] .

وللشّهاب محمود، أبقاه الله، في ذلك:

سر حيث شئت لك المُهَيْمنُ جارُ ... واحكُمْ فطَوْعُ مُرادك الأقدارُ

حَمَلْتكَ أمواجُ الفُرات ومَن رَأَى ... بحْرًا سِواك تُقِلُّه الأنهارُ

وتقطَّعت فرقا ولم يكُ طَوْدَها ... إذ ذاك إلّا جيشك الجرّار [٣]


[١] / ورقة ٣١ ب، السلوك ج ١ ق ٢/ ٦٠٨، عقد الجمان (٢) ١٠٥.
[١] في الأصل بالغين المعجمة. وتكتب: «بزاعا» . وهي بلدة من أعمال حلب تقع بينها وبين منبج.
[٢] انظر عن موقعة البيرة في: تاريخ الملك الظاهر ٥٥، ٥٦، والروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر ٤٠٥- ٤١٠، وذيل مرآة الزمان ٣/ ٢- ٥، والدرّة الزكية ١٦٩- ١٧١، ومسالك الأبصار، لابن فضل الله العمري ٢٧/ ورقة ٣٣٧، والتحفة الملوكية ٧٥- ٧٧، وزبدة الفكرة، ورقة ٧٨ ب، ٧٩ أ، والمقتفي، للبرزالي ١/ ورقة ٣٢ ب، وتاريخ الدولة التركية، ورقة ١١، ونهاية الأرب ٣٠/ ٣٣٣- ٣٣٥، والمختصر في أخبار البشر ٤/ ٧، والعبر ٥/ ٢٩٥، ودول الإسلام ٢/ ١٧٣، وتاريخ ابن الوردي ٢/ ٢٢١، والبداية والنهاية ١٣/ ٢٦٣، وعيون التواريخ ٢١/ ٩، ١٠، وتاريخ ابن خلدون ٥/ ٣٩١، والسلوك ج ١ ق ٢/ ٦٠٦، ٦٠٧، وعقد الجمان (٢) ١٠١، ١٠٢، والنجوم الزاهرة ٧/ ١٥٩، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) ١/ ٤٣٤، وشذرات الذهب ٥/ ٣٣٣، وتاريخ الأزمنة ٢٥٣، (سنة ٦٧٣ هـ.) ، وبدائع الزهور ج ١ ق/ ٣٣٢ (سنة ٦٧٠ هـ.) ، ومنتخب الزمان ٢/ ٣٥٨، والجوهر الثمين ٢/ ٧٦.
[٣] الأبيات في: البداية والنهاية ١٣/ ٢٦٣، ٢٦٤، وعيون التواريخ ٢١/ ١٠٠، وذيل مرآة