للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمانية عشر فيلا. ونزل بدار المملكة [١] .

وكان قدومه على صورة غريبة. وذلك أنّه أتى من غزو الرّوم إلى همذان، فأظهر أنّه يريد الحج، وإصلاح طريق مكّة، والمُضيّ إلى الشام من الحج ليأخذها ويأخذ مصر، ويُزيل دولة الشّيعة عنها. فراج هذا على عموم الناس [٢] .

وكان رئيس الرؤساء يُؤْثِر تملّكه وزوال دولة بني بُوَيْه، فقدِم الملك الرحيم من واسط، وراسلوا طغرلبك بالطاعة.

[[وفاة ذخيرة الدين]]

وفيها تُوُفيّ ذخيرة الدّين وليّ العهد أبو العبّاس محمد بن أمير المؤمنين القائم، فعظُمت على القائم الرزيّة بوفاته، فإنه كان عضُده، وخلّف ولدًا وهو الذي ولي الخلافة بعد القائم، ولُقّب بالمُقتدي باللَّه [٣] .

[عيْث جيوش طغرلبك بالسواد]

وفيها عاثت جيوش طغرلبك بالسواد ونهبت وفتكت، حتّى أبيع الثَّور بعشرة دراهم، والحمار بدرهمين [٤] .

[[الفتنة ببغداد]]

وجرت ببغداد فتنة عظيمة قُتِل فيها خلْق. وبسببها قُبض على الملك


[١] المنتظم ٨/ ١٦٥، (٢٥/ ٣٤٩) ، الكامل في التاريخ ٩/ ٦١٠.
[٢] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ١٨٩، المنتظم ٨/ ١٦٤، (١٥/ ٣٤٨) ، تاريخ الزمان لابن العبري ٩٨ و ١٠٢، نهارية الأرب ٢٦/ ٢٨٨، تاريخ ابن خلدون ٣/ ٤٥٩.
[٣] انظر عن وفاة (ذخيرة الدين) في:
تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) ص ٣٤٢، (التركية) ص ١٠، وتاريخ الفارقيّ ١/ ١٧٤، والمنتظم ٨/ ١٦٥، (١٥/ ٣٥٠) ، والكامل في التاريخ ٩/ ٦١٥، وتاريخ ابن خلدون ٣/ ٤٦٠، والبداية والنهاية ١٢/ ٦٧.
[٤] في «المنتظم» ٨/ ١٦٦، (١٥/ ٣٥٠) : «حتى بلغ الثور خمسة قراريط إلى عشرة، والحمار قيراطين إلى خمسة» ، ومثله في: الكامل في التاريخ ٩/ ٦١٣، ونهاية الأرب ٢٦/ ٢٩١، وفي:
تاريخ الزمان لابن العبري ٩٩: «بيع ثور الفدّان بعشرين درهما والجحش بعشرة دراهم» .
وانظر: العبر ٣/ ٢١٢، والبداية والنهاية ١٢/ ٦٧.