«وتمادى الخليفة الحاكم حتى السنة ٤١١ للعرب (١٠٢٠ م.) في الضغط على المصريين حتى كرهوه وأبغضوه جدّا وجعلوا يكتبون رقاعا يحشونها سبّا وذمّا وتهكما به وبنسائه ويغلّفونها ويدفعونها له ليلا وهو راكب ويختفون. وأفضى بهم الأمر إلى أن صنعوا من البرديّ شكل امرأة باسطة يدها وبين أصابعها رقعة مكتوبة ونصبوها في إحدى الزوايا ليلا حيث يمرّ الحاكم وأخفوا الشبح بقرطاس أبيض. ولما مرّ وشاهدها احتدم سخطا وأمر عبيده أن يقطّعوها بالسيف، فانتهوا إليها ورأوها صورة خياليّة وانتزعوا القرطاس من يدها وانقلبوا فأخبروا الحاكم، ففتح القرطاس وقرأ فيه كلمات قبيحة تمسّ شرف أخته العذراء» (تاريخ الزمان ٧٩) .