[٢] قال الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية ٥/ ٢٨٦) فهذه البيعة التي وقعت من عليّ لأبي بكر، بعد وفاة فاطمة، بيعة مؤكّدة للصلح الّذي وقع بينهما، وهي ثانية للبيعة التي ذكرناها أوّلا يوم السّقيفة، كما رواه ابن خزيمة، وصحّحه مسلم، ولم يكن عليّ مجانبا لأبي بكر هذه الستّة الأشهر، بل كان يصلّي وراءه، ويحضر عنده للمشورة، وركب معه إلى ذي القصّة. وانظر: نهاية الأرب للنويري ١٩/ ٣٩ حيث يقول: وروى أبو عمر بن عبد البرّ بسنده: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنّ عليّا والزبير كانا حين بويع لأبي بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها في أمرهم، فبلغ ذلك عمر، فدخل عليها فقال: يا بنت رسول الله، ما كان من الخلق أحد أحبّ إلينا من أبيك، وما أحد أحبّ إلينا بعده منك، وقد بلغني أن هؤلاء النفر يدخلون عليك، ولئن بلغني لأفعلنّ ولأفعلنّ، ثم خرج وجاءوها، فقالت لهم: إنّ عمر قد جاءني وحلف إن عدتم ليفعلنّ، وايم الله ليفينّ بها، فانظروا في أمركم، ولا تنظروا إليّ، فانصرفوا ولم يرجعوا حتى بايعوا لأبي بكر. رضي الله عنهم أجمعين. وهذا الحديث يردّ قول من زعم أنّ عليّ بن أبي طالب لم يبايع إلّا بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها. [٣] بفتح العين وسكون النون، نسبة إلى عنس بن مالك بن أدد. انظر عنه: فتوح البلدان للبلاذريّ ١/ ١٢٥- ١٢٧، وتاريخ الطبري ٣/ ١٨٥، وتاريخ خليفة ١١٦، ١١٧، وثمار القلوب للثعالبي ١٤٨، والمعرفة والتاريخ للفسوي ٣/ ٢٦٢، والبدء والتاريخ لمطهّر المقدسي