للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإسلام عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يَدِ عَبْهَلَةَ [١] بْنِ كَعْبٍ، وَهُوَ الْأَسْوَدُ فِي عَامَّةِ مَذْحِجٍ: خَرَجَ بَعْدَ حِجَّةِ الْوَدَاعِ، وَكَانَ شِعْبَاذًا [٢] يُرِيهُمُ الْأَعَاجِيبَ، وَيَسْبِي قُلُوبَ مَنْ يَسْتَمِعُ [٣] مَنْطِقَهُ، فَوَثَبَ هُوَ وَمَذْحِجٌ بِنَجْرَانَ إِلَى أَنْ صَارَ إِلَى صَنْعَاءَ فَأَخَذَهَا، وَلَحِقَ بِفَرْوَةَ [٤] مَنْ تَمَّ عَلَى إِسْلَامِهِ، لَمْ يُكَاتِبِ الْأَسْوَدُ رَسْولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ أَحَدٌ يُشَاغِبُهُ، وَصَفا لَهُ مُلْكُ الْيَمَنِ.

فَرَوَى سَيْفٌ، عَنْ سَهْلِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ صَخْرٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ بَالْجَنَدِ [٥] قَدْ أَقَمْنَاهُمْ عَلَى مَا يَنْبَغِي، وَكَتَبْنَا بَيْنَنَا [٦] وَبَيْنَهُمُ الكتب، إذ جَاءَنَا كِتَابٌ مِنَ الْأَسْوَدِ أَنْ أَمْسِكُوا عَلَيْنَا مَا أَخَذْتُمْ مِنْ أَرْضِنَا، وَوَفِّرُوا مَا جَمَعْتُمْ فَنَحْنُ أَوْلَى بِهِ، وَأَنْتُمْ عَلَى مَا أَنْتُمْ عليه، فبينا نَحْنُ نَنْظُرُ فِي أَمْرِنَا إِذْ قِيلَ هَذَا الْأَسْوَدُ بِشَعُوبَ [٧] ، وَقَدْ خَرَجَ إِلَيْهِ شَهْرُ بْنُ باذام، ثم


[٥] / ١٥٣، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم ٤٠٥، والمعارف لابن قتيبة ١٠٥ و ١٧٠، والكامل في التاريخ لابن الأثير ٢/ ٣٣٦، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي ق ١ ج ٢/ ٥٢، ووفيات الأعيان لابن خلكان ٣/ ٦٦، ٦٧ في ترجمة أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، و ٦/ ٣٦ في ترجمة وهب بن منبه، ونهاية الأرب للنويري ١٩/ ٤٩- ٦٠، والبداية والنهاية لابن كثير ٦/ ٣٠٧- ٣١١، والإصابة لابن حجر ١/ ٤٦٧.
[١] هكذا في الأصول، وتاريخ الطبري ٣/ ١٨٥، ونهاية الأرب ١٩/ ٤٩، والبداية والنهاية لابن كثير ٦/ ٣٠٧، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم ٤٠٥، وقد قيّده الدكتور صلاح الدين المنجّد في تحقيقه لفتوح البلدان للبلاذري ١/ ١٢٥ «عيهلة» بالياء المثنّاة بدل الباء الموحّدة، وكذلك محقّق الكامل في التاريخ لابن الأثير ٢/ ٣٣٦.
[٢] شعباذا: بكسر الشين، مشعبذا، والشعبذة والشعوذة: أخذ كالسحر يري الشيء بغير ما عليه أصله في رأي العين.
[٣] في نسخة (ح) «سمع» .
[٤] هو: فروة بن مسيك، وهو على مراد. (تاريخ الطبري ٣/ ١٨٥) .
[٥] الجند: بفتح الجيم والنون. بلد في اليمن بين تعز وعدن، وهو أحد مخاليفها المشهورة نزلها معاذ بن جبل رضي الله عنه. (تاج العروس ٧/ ٢٤) وانظر معجم ما استعجم ٢/ ٣٩٧.
[٦] كلمة «بيننا» ساقطة من نسخة (ح) .
[٧] في نسخة دار الكتب «يشعوذ» ، وهو تصحيف، والصحيح ما أثبتناه، فهو اسم مكان أو قصر باليمن. (تاج العروس ٣/ ١٤١) .