كتاب تاريخ الإسلام - ت تدمري

سنة سبع وخمسين وستمائة - [خوف الناصر من التتار وجبنه] - ج: 48 - ص: 46

الشّام يعِد النّاصر بالنّجدة [١] .

[خوف الناصر من التتار وجُبْنه]

وبرز الملك النّاصر والعساكر فنزلوا على بَرْزَة شماليّ دمشق، واجتمع له عسكر كبير وتركمان وأتراك وعجم ومطوعة. ثمّ رَأَى تخاذُل عسكره وأنّه لا طاقة له بالتّتار لكثرتهم فخاف وجبُن. وكان قد صادر النّاس وجبى الأموال وما نفع [٢] .

[نكبة الحلبيّين أمام التتار]

وفيها عبر هولاكو بجيشٍ عظيم الفُرات بعد أن استولى على حرّان، والرّها، والجزيرة، وأوّل من عدّى أشموط [٣] بن هولاكو فِي ذي الحجّة.

فجاء الخبر من البيرة إلى حلب والنائب بها الملك المعظّم توران شاه، فجفل النّاس منها، وعظُمَ الخَطْب، وعمّ البلاء [٤] .

وكانت حلب فِي غاية الحصانة وحُسْن الأسوار المنيعة وقلعتها كذلك وأبلغ. فلمّا كان فِي العَشْر الأخير من ذي الحجّة قصدت التتار حلبَ ونزلوا على حيلان [٥] وتلك النّواحي، ثمّ بعثوا طائفة من عسكرهم فأشرفوا على

---

[١] المختصر في أخبار البشر ٣/ ١٩٩، تاريخ ابن الوردي ٢/ ٢٠٢، تاريخ ابن سباط ١/ ٣٨١، السلوك ج ١ ق ٢/ ٤١٧، النجوم الزاهرة ٧/ ٧٣.
[٢] عيون التواريخ ٢٠/ ٢١٤، البداية والنهاية ١٣/ ٢١٦، تاريخ الزمان ٣١٥، الروض الزاهر ٦١، ٦٢، عقد الجمان (١) ٢١٩، النجوم الزاهرة ٧/ ٧٤، شذرات الذهب ٥/ ٢٨٧، ٢٨٨.
[٣] في المختصر في أخبار البشر ٣/ ١٩٩ «سموط» بحذف الألف، والسين المهملة. ومثله في:
تاريخ ابن الوردي ٢/ ٢٠٢، والمثبت يتفق مع: العبر ٥/ ٢٣٨، وعيون التواريخ ٢٠/ ٢١٤، والبداية والنهاية ١٣/ ٢١٥، وفي الأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ٢/ ٤٩٨ «يشموط» ، وعقد الجمان (١) ٢١٨ «شموط» ، وفي مآثر الإنافة ٢/ ١٠٣ «سموط» . والمثبت يتفق مع: النجوم الزاهرة، وشذرات الذهب.
[٤] أخبار الأيوبيين ١٧١، نهاية الأرب ٢٩/ ٣٨٤، جامع التواريخ م ٢ ق ٢/ ٩ وج ١/ ٣٠٥- ٣٠٨، ذيل مرآة الزمان ١/ ٣٧٥- ٣٧٧، تاريخ الخميس ٢/ ٤٢٢، تاريخ مختصر الدول ٢٧٩، السلوك ج ١ ق ٢/ ٤٢٠، تاريخ الخلفاء ٤٧٥، النجوم الزاهرة ٧/ ٧٤، شذرات الذهب ٥/ ٢٨٨.
[٥] حيلان: قرية من قرى حلب. (معجم البلدان ٢/ ٣٨٢) وفي الأصل: «جيلان» بالجيم، ومثله في: شذرات الذهب ٥/ ٢٨٨.