قال: وجلس الغزنوي في دار عميد الدولة بن جهير، وكان الوزير سديد الملك أبو المعالي المفضل بن عبد الرزاق حاضرا، وهو يومئذ وزير المستظهر، فقال الغزنوي في كلامه: من شرب مرقة السلطان احترقت شفتاه ولو بعد زمان. قال الله عزّ وجلّ: وَسَكَنْتُمْ في مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ١٤: ٤٥ الآية، وأنشد: سديد الملك سدت وخضت بحرا ... عميق الملح، فاحفظ فيه روحك وأحي معالم الخيرات واجعل ... لسان الصدق في الدنيا فتوحك وفي الماضين معتبرا، فاشرح ... مدوحك في السلامة أو جموحك وقبض على الوزير بعد أيام، فعجب الناس من هذا الاتفاق، ودار عميد الدولة بنيت على الظلم. قلت: والمشهور في الوعّاظ أنّ الغزنويّ الّذي كان يعظ ببغداد هو أبو الحسن علي بن الحسين الغزنوي ووعظ بها ونصر مذهب الأشعري، فلعلّه غزنويّ آخر. (مرآة الزمان) . [٢] لم أجد مصدر ترجمته. [٣] المتّوثي: بفتح الميم، وضمّ التاء المثلّثة المشدّدة ثالث الحروف، وفي آخرها الثاء المثلّثة. هذه النسبة إلى متّوث، وهي بليدة بين قرقوب وكور الأهواز. (الأنساب ١١/ ١٢٥، ١٢٦) .