للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرسخ. ثمّ ردّوا، فتمّموا الغنيمة والأسْر، وأحرقوا كثيرًا مِن النّاس، واشتدّ البلاء، وتبدَّل فرح المسلمين خوفًا وحُزْنًا، لأنّهم رجوا النَّصر مِن عساكر السّلطان، فجاء ما لم يكن في الحساب، وعادت العساكر بأسوأ حال، نعوذ باللَّه مِن الخذْلان [١] .

[موت بُرْسُق وأخيه]

ومات بُرْسُق [٢] ، وأخوه زنكي بعد سنة [٣] قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا ٣٣: ١٦ [٤] .

[استرداد رفنية مِن الفرنج]

وجالت الفرنج بالشّام، وأخذوا رَفَنية، فساق إليهم طُغتِكين عَلَى غرّة، واستردّ رَفَنيَة، وأسر وقتل [٥] .

[اجتماع طُغتِكين بالسلطان]

ثمّ رَأَى المصلحة أن يتلافى أمر السّلطان، فسار بنفسه إلى بغداد بتقادُم وتُحَف للسّلطان والخليفة، فرأى مِن الإكرام والتّبجيل ما لَا مَزِيد عَليْهِ، وشُرّف بالخِلَع [٦] ، وكتب لَهُ السّلطان منشورًا بإمرة الشّام جميعه [٧] .

وكان السّلطان هذه السّنة قد قِدم بغداد واجتمع بِهِ طُغتِكين في ذي القعدة [٨] .


[١] الإعتبار لابن منقذ ٩٠- ٩٢، تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٦٧ (تحقيق سويم) ٣٢، الكامل في التاريخ ١٠/ ٥١٠، ٥١١، زبدة الحلب ٢/ ١٧٤- ١٧٦، المختصر في أخبار البشر ٢/ ٢٢٨، ٢٢٩، دول الإسلام ٢/ ٣٧، العبر ٤/ ١٨، تاريخ ابن الوردي ٢/ ٢٣، مرآة الجنان ٣/ ١٩٨، البداية والنهاية ١٢/ ١٧٩، عيون التواريخ ١٢/ ٥٠.
[٢] تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٦٧ (تحقيق سويم) ٣٢.
[٣] أي سنة ٥١٠ كما في الكامل ١٠/ ٥١١.
[٤] سورة الأحزاب، الآية ١٦.
[٥] الكامل ١٠/ ٥١٢، زبدة الحلب ٢/ ١٧٧، مرآة الزمان ج ٨ ق ١/ ٥٦، المختصر في أخبار البشر ٢/ ٢٢٩، تاريخ ابن الوردي ٢/ ٢٣، ذيل تاريخ دمشق ١٩٢، تاريخ طرابلس ١/ ٤٨٩.
[٦] الكامل ١٠/ ٥١٤.
[٧] دول الإسلام ٢/ ٣٧، البداية والنهاية ١٢/ ١٧٩.
[٨] المختصر في أخبار البشر ٢/ ٢٢٩.