للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وثمانين هَذِهِ، وله ثمانون سنة رحِمَه اللَّه، ولم يخلّف بحرّان بعده مثله.

نقلتُ كثيرا من ترجمته من «تاريخ» صاحبنا العدل الجليل شمس الدّين أَبِي المجد مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم ابن الْجَزَريّ، وَهُوَ تاريخ مفيد استفدت منه أشياء مطبوعة لا تكاد توجد إلّا فِيهِ. وَقَدْ كُنْت انتخبتُ منه مجلّدا هُوَ الآن ملك الفقيه المحدّث الأوحد صاحبنا صلاح الدّين خليل بْن كيكلديّ الشّافعي، حفظه اللَّه وأصلحَه [١] .

- حرف السين-

١٠- سعْد الدين [٢] .

ولد الأمير مقدَّم الجيوش معين الدّين أُنُر، اسمه مَسْعُود.

كَانَ من أكابر الأمراء النُّوريَّة والصّلاحيَّة لأبُوَّته ولمكان أخته الخاتون زَوْجَة نور الدّين وصلاح الدين.

توفّي فِي هَذِهِ السّنة بعد أخته بيسير.

وكان زوج ربيعة خاتون أخت السّلطان صلاح الدّين، فتزوَّج بعدَه بها ابن صاحب اربل [٣] .


[١] ومن كلام حياة بن قيس: «قيمة القشور بلبابها، وقيمة الرجال بألبابها، وعزّ العبيد بأربابها، وفخر المحبّة بأحبابها» . وقال: آثار المحبّة إذا بدت أماتت قوما، وأحيت أسرارا، ونفت أشرارا، وأنارت أسرارا. وأنشد:
وإذا الرياح مع العشيّ تناوحت ... أسهرن حاسده وهجن غيورا
وأمتن ذا بوجود وجد دائم ... وأقمن ذا وكشفن عنه ستورا
ومن شعره:
سمير المحبّ إلى المحبوب إعجال ... والقلب فيه من الأحوال بلبال
أطوي المهامة من قفر على قدم ... إليك يدفعني سهل وأجبال
(مرآة الجنان) .
[٢] انظر عن (سعد الدين) في: ديوان ابن الدهان ١٦٦، والكامل في التاريخ ١١/ ٤٨٨، والسلوك ج ١ ق ١/ ٩٠، والنجوم الزاهرة ٦/ ٩٩.
[٣] في ديوان ابن الدهان قصيدة يمدح فيها صاحب الترجمة، مطلعها:
مولاي سعد الدين دعوة آمل ... من بحر فيض يديك خير مؤمّل