للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غزوَة أوطَاس [١]

وقال شيخنا الدِّمْيَاطي [٢] فِي «السِّيرة» لَهُ: كَانَ سِيمَا الملائكة يوم حُنَين عمائم حُمْرًا قد أَرْخَوها بين أكتافهم [٣] .

وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قتل قتيلا عَلَيْهِ بيِّنة فله سلَبه» [٤] . وأمر بطلب العدوّ. فانتهى بعضهم إلى الطّائف، وبعضهم نحو نَخلة [٥] ، وَوَجَّه قوم منهم إلى أَوْطاس. فعقد النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي عامر الأَشْعَري لواءً ووجّهه فِي طلبهم، وكان معه سَلَمَةُ بْن الأَكْوَع، فانتهى إلى عَسْكرهم، فإذا هُمْ ممتنعون. فقتل أَبُو عامر منهم تسعةً مُبارزةً. ثمّ برز لَهُ العاشر مُعْلَمًا بعمامة صفراء، فضرب أَبَا عامر فقتله. واسْتَخْلَف أَبُو عامر أبا موسى الأشعريّ،


[١] أوطاس: واد في ديار هوازن. (معجم البلدان ١/ ٢٨١) .
[٢] هو العلامة الحافظ الحجة شرف الدين أبو محمد عبد المؤمن بن خلف التوني الدمياطيّ الشافعيّ، مولده في آخر سنة ٦١٣ ووفاته سنة سنة ٧٠٥ هـ. ترجمته في تذكرة الحفاظ (٤/ ١٤٧٧) والدرر الكامنة (٣/ ٣٠) وفوات الوفيات (٢/ ٧) وشذرات الذهب (٦/ ١٢) وغيرها. وقد أشار في كشف الظنون (٢/ ١٠١٣) إلى مصنفه في مختصر السيرة النبويّة، وقال في الشذرات إنه في مجلد. و (التوني) نسبة إلى تونة وهي جزيرة قرب تنيس بمصر.
[٣] طبقات ابن سعد ٢/ ١٥١.
[٤] مرّ تخريج هذا الحديث قبل قليل.
[٥] نخلة: واد من الحجاز بينه وبين مكّة مسيرة ليلتين. (معجم البلدان ٥/ ٢٧٨) .