فِي أوّلها طُلب القاضي حسام الدّين الحنفيّ، والتَّقيّ البيّع الوزير، وشمس الدّين بْن غانم، وجمال الدّين بْن صَصْرى، والنَّصير بْن سُوَيد، فراحوا إلى مصر على البريد، فأخذ الشّجاعيّ يتهدّدهم، ويضرب بحضرتهم ليُرعبهم، ثمّ يَقُولُ: ارحموا نفوسكم واحملوا. فيقولون: ما لنا من يُقْرِضنا هنا. فقرِّرْ علينا ما ترسم بِهِ. فلم يقبل، وأحضر لهم تجارا كالمجد معالي الْجَزَريّ، والشّهاب ابن كوتك، والنّجم بْن الدّمامينيّ، وأمرهم بأن يحملوا عن المصادَرين، ويكتبوا عليهم وثائق، فأخذ من عزّ الدّين ابن القلانسيّ مائة وخمسين ألفا، ومن ابن صصريّ أملاكا ودراهم تكملة ثلاثمائة ألف درهم، ومن التّقيّ توبة نحو ذَلِكَ، ومن ابن سُوَيد ثلاثين ألفا، ومن ابن غانم خمسة آلاف درهم، ومن حسام الدّين محتسب البِرْكة ثلاثة آلاف درهم، ومن ابن يُمْن أملاكا بمائةٍ وسبعين ألف درهم [١] .
[الانتقام من الشجاعيّ]
فتعامل هَؤُلَاءِ والمصريّون عَلَى نكاية الشُّجاعيّ، وكان يؤذي الجمال ابن الحُوجريّ الكاتب، فحضر إلى عند طرنطية فقال لَهُ سِرًّا: تقدر ترافع الشُّجاعيّ؟ قَالَ: نعم. فدخل بِهِ إلى السّلطان، فعرفه السلطان، وسأله عن حاله فقال: لم أزل فِي دولة مولانا السّلطان بطّالا ومُصادرًا. فرقّ لَهُ وذَمّ الشُّجاعيّ لكونه لم يستخدمه، فتكلّم ورافع الشُّجاعي، فأصغى إلَيْهِ، وطلب
[١] المختار من تاريخ ابن الجزري ٣٢٥، وفي تاريخ ابن الفرات ٨/ ٦٢ «مائة ألف درهم وتسعين ألف درهم» .