للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وصول رسول الملثّمين إِلَى بغداد]

وفيها قدِم بغدادَ من المغرب رسول الملثّمة من مخدومه إسحاق بن يحيى بن إسحاق بن غانية الملثَّم المايرقيّ الخارج على بني عَبْد المؤمن، فتلقّى بالموكب الشّريف، وأخبر أنّ مرسلة أقام الدّعوة للخليفة ببلاده بلاد المغرب [١] .

أنبأني ابن البُزُوريّ قال: أُخبِرت أنّ الرَّسُول المذكور كان ملثّما لا يظهر منه سوى عينيه. وأقام ببغداد أيّاما، وأُعطي لواء أسود وخِلَعًا، وأُعيد إِلَى مرسلة.

[الحجّ العراقي]

وحجّ من العراق بالنّاس سُنْقُر النّاصريّ، ويُعرف بوجه السَّبُع.

[حضور الملك الكامل إِلَى مصر]

ولمّا تمكّن السّلطان الملك العادل سيف الدّين أبو بَكْر من مملكة مصر سيَّر الأميرين عَلَم الدّين كرجيّ الأَسَديّ، وأسد الدّين سراسُنْقُر ليُحضِرا ولده الملك الكامل، فدخل الكامل إِلَى القاهرة فِي أواخر رمضان من السنَّة [٢] .

وخرج العادل بأمراء الدّولة المصريَّة بأن يبرزوا معه ليسيروا إِلَى خلاط، وحثّهم على ذلك.

[[سلطنة الكامل على مصر]]

فلمّا كان سابع عشر شوّال ركب بالسّناجق والسّيوف المجذَّبة فِي الدَّسْت، فلم يجسر أحدٌ من الأمراء أن ينطق. وأمر الخطباء فخطبوا باسمه كما ذكرنا. ثُمَّ لم يلبث إلّا أيّاما يسيرة حَتَّى سلطن ولده الملك الكامل على الدّيار المصريّة [٣] .


[١] المختار من تاريخ ابن الجزري ٧٣، البداية والنهاية ١٣/ ٢٣، العسجد المسبوك ٢/ ٢٥٤.
[٢] تاريخ ابن الفرات ج ٤ ق ٢/ ١٧٨، ١٧٩.
[٣] انظر: مفرّج الكروب ٣/ ١١٢، ١١٣، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢/ ٤٧١.