للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ٢٨: ٥ [١] . ففرح النّاس واطمأنوا [٢] .

[الوحشة بين المقتدر ومؤنس]

وفيها وقعت الوحشة بين المقتدر ومؤنس، ووقع الكلام بأنّ هارون بن غريب يتولّى إمرة الأمراء، فكتب أخصاء مؤنس إِلَيْهِ إلى الرَّقَّةِ بذلك، فقدم بغداد في آخر السنة ولم يات إلى المقتدر، فبعث إِلَيْهِ ولده والوزير ابن مُقْلَة، فوصفا شوق المقتدر إِلَيْهِ، فاعتل بعلة، وظهرت الوحشة بينه وبين المقتدر، فأقام هارون منابذًا لمؤنس، وجعلت الرسل تتردد بين المقتدر ومؤنس [٣] .

امتناع الحجّ

ولم يحجّ أحدٌ في هذه السنة خوفًا من القرامطة [٤] .

[دخول الروم خلاط]

وأمّا الروم فإن الدّمستق لعنه الله، سار في ثلاثمائة ألف على ما قرأت في تاريخ عتيق، فقصد ناحية خلاط وبدليس فقتل وسبى [٥] : ثم صالحه أهل خلاط عَلَى قطيعة، وهي عشرة آلاف دينار، وأخرج المنبر من جامعها وجعل مكانه الصليب [٦] . فإنّا للَّه وإنا إِلَيْهِ راجعون.


[١] سورة القصص، الآية ٥.
[٢] المنتظم ٦/ ٢١٦، تاريخ أخبار القرامطة ٥٣، الكامل في التاريخ ٨/ ١٨٧، العبر ٢/ ١٦٣، مرآة الجنان ٢/ ٢٦٨، البداية والنهاية ١١/ ١٥٨، تاريخ ابن خلدون ٣/ ٣٧٨، ٣٧٩، النجوم الزاهرة ٣/ ٢٢٠، تاريخ الخلفاء ٣٨٢.
[٣] تكملة تاريخ الطبري للهمداني ٥٧، تجارب الأمم ١/ ١٨٨، العيون والحدائق ج ٤ ق ١/ ٣٣٧ (حوادث سنة ٣١٥ هـ) ، نهاية الأرب ٢٣/ ٨٠، ٨١، البداية والنهاية ١١/ ١٥٨.
[٤] تاريخ الخلفاء ٣٨٢.
[٥] في الأصل: «سبا» وهو غلط.
[٦] انظر: الكامل في التاريخ ٨/ ١٩٨، ١٩٩، والخبر في: نهاية الأرب ٢٣/ ٨٨، والمختصر في أخبار البشر ٢/ ٧٣، وتاريخ ابن الوردي ١/ ٢٦٠، وتاريخ ابن خلدون ٣/ ٣٨٦، والنجوم الزاهرة ٣/ ٢٢٠، وتاريخ الخلفاء ٣٨٢.