[٢] روى ابن العبري هذا الخبر على هذا النحو: «وفي سنة ٤٧٧ للعرب كان ابن مروان متوليا من الموصل حتى ساحل الفرات واثقا بالعساكر المعدّيين، لا يخضع كما يجب للسلطان ملك شاه. فأرسل السلطان إلى الأمير أرتق ليحشد جنود التركمان ويتأهب للقتال. فسمع ابن مروان وأرسل إلى شرف الدولة بن قريش أمير المعدّيين الكبير يستنجده. فاحتشدوا وشارفوا آمد، وأقبل أرتق كذلك. ولما رأى شرف الدولة كثرة التركمان أرسل يقول لأرتق: إني أن وابن مروان عبدان للسلطان، فعلام هذا النزاع؟ أرجو إذا أن تعودوا فأعود أنا أيضا ويتم الصلح بيننا. فوافق الأمير أرتق، لكن التركمان تذمّروا لأنهم عائدون فارغين دون غنيمة يغتنمونها. وركبوا عند نصف الليل وحملوا على المعدّيين صباحا وفتكوا بالكثيرين منهم، وانهزم شرف الدولة مأيوسا إلى آمد ولاذ بابن مروان، وسار التركمان إلى خيام المعديين وأوثقوا النساء والفتيان، واحتووا على ما فيها. ثم ربطوا أعناق الأمراء المعدّيين ومضوا بهم نحو سور آمد وباعوا البعض بعشرة دنانير والبعض بأقلّ من خمسة دنانير. وبيع الحصان العربيّ الجيد بخمسة دنانير، والناقة بدينار، والجحش بخمسة دراهم، والحروف بنصف درهم، وحطّموا أكثر من عشرة آلاف رمح وأحرقوها تحت القدور، ثم ثار نزاع ما بينهم فتركوا آمد وانصرفوا وانطلق شرف الدولة إلى الرقة. (تاريخ الزمان ١١٧) . وانظر: زبدة الحلب ٢/ ٨٤.