للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقَالَ ابن عبد البَرّ: تُوُفيّ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل مات في خلافة عُمَر فَقَالَ وهو واقفٌ على قبره: لَا يستطيع أحد أن يَقُولُ: أنا خيرٌ من صاحب هذا القبر، مَا نُصِبَتْ لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رايةٌ إلَّا وعُوَيْم تحتها [١] .

(عُمَارَةُ بْن الوليد)

[٢] أخو خالد بْن الوليد المخزوميّ.

قَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مَا كَانَ بِالْحَبَشَةِ، وَصَنَعَ النَّجَاشِيُّ بِعُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ مَا صَنَعَ، وَأَمَرَ السَّوَاحِرَ فَنَفَخْنَ فِي إِحْلِيلِهِ، فَهَامَ مَعَ الْوَحْشِ [٣] ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ ابْنُ عَمِّهِ فَرَصَدَهُ عَلَى مَاءٍ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ كَانَ يَرِدُهُ فَأَقْبَلَ فِي حُمُرِ الْوَحْشِ، فَلَمَّا وَجَدَ رِيحَ الإِنْسِ هَرَبَ حَتَّى إِذَا جَهَدَهُ الْعَطَشُ وَرَدَ فَشَرِبَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَالْتَزَمْتُهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: يَا بُحَيْرُ [٤] أَرْسِلْنِي إِنِّي أَمُوتُ إِنْ أَمْسَكُونِي. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يسمّى بحيرا، قال:


[ () ] خيرا في الطهور. فما طهوركم هذا؟ قالوا: يا رسول الله، نتوضّأ للصلاة، والغسل من الجنابة. فقال رسول الله: هل مع ذلك غيره؟ قالوا: لا، غير أنّ أحدنا إذا خرج من الغائط أحبّ أن يستنجي بالماء. قال: «هو ذاك» . وصحّحه، ووافقه الذهبي في تلخيصه. وانظر:
الدّرّ المنثور ٣، ٢٧٨، وابن سعد ٣/ ٤٥٩، ومجمع الزوائد للهيثمي ١/ ٢١٢، وأسد الغابة لابن الأثير ٤/ ١٥٨.
[١] أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة ٤/ ١٥٨ وقال: أخرجه الثلاثة، وقد أخرجه ابن مندة في موضعين من كتابه. وقال ابن حجر في الإصابة ٣/ ٤٥ أخرجه البخاري في التاريخ من طريق عاصم بن سويد، سمعت الصفراء بنت عثمان بن عتبة بن عويم بن ساعدة قالت: حدّثني جدّتي، قالت: دعا عمر إلى جنازة عويم بن ساعدة. وكان النبيّ صلى الله عليه وسلّم آخى بينه وبين عمر فقال عمر: ما نصبت راية للنبيّ صلى الله عليه وسلّم إلّا وتحت ظلها عويم.
[٢] السير والمغازي لابن إسحاق ١٥٢ و ١٦٧ و ١٦٨ و ٢١١، تهذيب سيرة ابن هشام ٥٩، المحبّر ١٧٦، الأخبار الموفقيّات ٥٩٢، عيون الأخبار ١/ ٣٧، تاريخ الطبري ٢/ ٣٢٦، أنساب الأشراف ١/ ٢٣١ و ٢٣٢، العقد الفريد، / ٢٩، جمهرة أنساب العرب ١٤٨، الإصابة ٣/ ١٧١ رقم ٦٨١٧.
[٣] الإصابة ٣/ ١٧١ وانظر: أنساب الأشراف ١/ ٢٣٢، ٢٣٣.
[٤] ورد مصحّفا في الأصل وبقيّة النّسخ، وفي طبعة القدسي ٣/ ١٧١ «بجير» بالجيم. والتصويب من أنساب الأشراف ١/ ٢٣٣.