للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رُؤْيَا عَاتِكَةَ

قَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ [١] ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، (ح) قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [٢] : وَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ:

رَأَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ قَبْلَ مَقْدِمِ ضَمْضَمِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ عَلَى قُرَيْشِ مَكَّةَ بِثَلَاثِ لَيَالٍ، رُؤْيَا، فَأَصْبَحَتْ عَاتِكَةُ فَأَعْظَمَتْهَا، فَبَعَثَتْ إِلَى أَخِيهَا الْعَبَّاسَ فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَخِي لَقَدْ رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا لَيَدْخُلَنَّ مِنْهَا عَلَى قَوْمِكَ شَرٌّ وَبَلَاءٌ. فَقَالَ: وَمَا هِيَ؟ فَقَالَتْ:

رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَنَّ رَجُلًا أَقْبَلَ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ فَوَقَفَ بِالْأَبْطَحِ [٣] فَقَالَ: انْفِرُوا يَا آلَ غُدُرٍ لِمَصَارِعِكُمْ فِي ثَلَاثٍ [٤] ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، ثُمَّ أُرِيَ بَعِيرَهُ دَخَلَ بِهِ الْمَسْجِدَ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ، ثُمَّ مَثَلَ بِهِ بَعِيرُهُ فَإِذَا هُوَ عَلَى رَأْسِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: انْفِرُوا يَا آلَ غُدُرٍ لِمَصَارِعِكُمْ فِي ثَلَاثٍ. ثُمَّ أُرِيَ بَعِيرَهُ مَثَلَ بِهِ عَلَى رَأْسِ أَبِي قُبَيْسٍ [٥] ، فَقَالَ: انْفِرُوا يَا آلَ غَدْرٍ لِمَصَارِعِكُمْ فِي ثَلاثٍ. ثُمَّ أَخَذَ صَخْرَةً فَأَرْسَلَهَا مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ فَأَقْبَلَتْ تَهْوِي، حتى إذا


[١] في طبعة القدسي ٥٥ «بكر» والتصحيح من: تهذيب التهذيب ١١/ ٤٣٤، ٤٣٥.
[٢] سيرة ابن هشام ٣/ ٣٠.
[٣] كل مسيل فيه دقاق الحصى فهو أبطح. والأبطح والبطحاء الرمل المبسط على وجه الأرض.
وهو يضاف إلى مكة وإلى منى لأنّ المسافة بينه وبينهما واحدة، وربما كان إلى منى أقرب، وهو المحصّب، وهو خيف بني كنانة. وقد قيل إنه ذو طوى وليس به. وذكر بعضهم أنه إنّما سمّي أبطح لأنّ آدم عليه السلام بطح فيه. (معجم البلدان) وانظر تاج العروس ٦/ ٣١٤ و ٣١٥.
[٤] يا آل غدر: أكثر ما يستعمل في النداء في الشتم. يقال للمفرد: يا غدر، وللجمع يا آل غدر. وقد ضبطه السهيليّ بضم الغين والدال. (الروض الأنف ٢/ ٦١)
[٥] أبو قبيس: الجبل المشرف على مكة من شرقيّها، وفي أصل تسميته أكثر من رواية ذكرها ياقوت في معجم البلدان ١/ ٨٠، ٨١.