للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المصريّ، وتركّ الأذان بحيِّ على خير العمل، فأعطاه السلطان ثلاثين ألف دينار وخِلْعًا، وقال: إذا فعل مُهَنّا أمير المدينة كذلك أعطيناه عشرين ألف دينار [١] .

[[القحط في مصر]]

وسببُ ذلك ذِلّة المصريين بالقحْط المُفْرِط، واشتغالهم بأنفسهم حتى أذل بعضهم بعضًا، وتشتتوا في البلاد، وكاد الخراب يستولي على سائر الإقليم، حتى أبيع الكلبُ بخمسة دنانير، والهِرّ بثلاثة دنانير. وبلغ الإِرْدبّ مائة دينار [٢] .

وردَّتِ التجارُ ومعهم ثياب صاحب مصر وآلاته نُهبت وأبيعت من الجوع.

وقد كان فيها أشياء نُهبت من دار الخلافة ببغداد وقت القبض على الطائع للَّه ووقت فتنة البساسيري. وخرج من خزائنهم ثمانون ألف قطعة بِلَّور، وخمسة وسبعون ألف قطعة من الديباج القديم، وأحد عشر ألف كزاغند، وعشرون ألف سيف مُحلَّى، هكذا نقله ابن الأثير [٣] .

قال صاحب «مرآة الزمان» [٤]- والعُهده عليه-: خَرجت امرأة من القاهرة وبيدها مُدّ جوهر فقالت: مَن يأخذه بِمُدّ بُرٍّ؟ فلم يلتفت إليها أحدٌ، فألقته في الطريق وقالت: هذا ما نفعني وقت الحاجة، ما أريده. فلم يلتفت أحد إليه [٥] .


[١] الكامل في التاريخ ١٠/ ٦١، تاريخ دولة آل سلجوق ٣٨ وفيه أن أمير الحرمين محمد بن أبي هاشم الحسني هو الّذي ورد إلى بغداد بقصد الوفادة إلى السلطان، نهاية الأرب ٢٣/ ٢٣٨، العبر ٣/ ٢٤٩، مرآة الجنان ٣/ ٨٥، مآثر الإنافة ١/ ٣٤٧، تاريخ ابن خلدون ٣/ ٤٧٠، اتعاظ الحنفا ٢/ ٣٠٤، تاريخ الخلفاء ٤٢١، شذرات الذهب ٣/ ٣١٠، البداية والنهاية ١٢/ ٩٩.
[٢] تاريخ الخلفاء ٤٢١، البداية والنهاية ١٢/ ٩٩، بدائع الزهور ج ١ ق ١/ ٢١٦، أخبار الدول (الطبعة الجديدة) ٢/ ١٦٢.
[٣] في: الكامل في التاريخ ١٠/ ٦١، ٦٢، واقتبسه النويري في: نهاية الأرب ٢٨/ ٢٣٣.
[٤] هو: سبط ابن الجوزي.
[٥] انظر: المنتظم ٨/ ٢٥٧، ٢٥٨ (١٦، ١١٧، ١١٨) ، وتاريخ الزمان ١٠٨، ١٠٩، والمختصر في أخبار البشر ٢/ ١٨٦، وأخبار الدول المنقطعة ٧٤، ٧٥، وأخبار مصر لابن ميسّر ٢/ ٢٠ وفيه قال مؤلّفه: «رأيت مجلّدا يجيء نحو عشرين كرّاسا فيه ذكر ما خرج من القصر من التحف والأثاث والثياب والذهب وغير ذلك» ، ونهاية الأرب ٢٨/ ٢٣٣، ودول الإسلام ١/ ٢٧٠، ٢٧١، تاريخ ابن الوردي ١/ ٣٧٣، اتعاظ الحنفا ٢/ ٢٧٩- ٣٠٠ وفيه تفصيلات كثيرة عن الغلاء بمصر، النجوم الزاهرة ٥/ ٨٤، شذرات الذهب ٣/ ٣١٠، بدائع الزهور ج ١ ق ١/ ٢١٦- ٢١٨ (في حوادث سنة ٤٤٠ هـ-.) ، أخبار الدول (الطبعة الجديدة) ٢/ ١٦٢.