للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَمُلْكُ ذيِ العرش دائمٌ أبدًا ... لَيْسَ بفانٍ ولا بمشتَركِ

[١] فقال لها: قومي لعنك الله. فقامت فَتَعثّرت في قدح بِلَّور لَهُ قيمة فكسرته [٢] ، فقال: ويحْك يا إبراهيم، أما ترى، والله ما أظنّ أمري إلا وقد قرُب. فقلت: بل يُطيل الله عُمرك، ويُعز مُلكَك. فسمعتُ صوتًا مِن دجلة:

قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ ١٢: ٤١ [٣] . فوثب محمد مغتمّا، ورجع إلى موضعه بالمدينة، وقُتِل بعد لَيْلَةٍ أو ليلتين [٤] .

حكاية المسعودي عَنْ مقرطة الأمين

وحكى «المسعودي» في «المروج» [٥] قَالَ: ذكر إبراهيم بْن المهديّ قَالَ:

استأذنتُ عَلَى الأمين في شدّة الحصار، فإذا هُوَ قد قطع دِجلة بالشِباك، وكان في القصرِ برْكة عظيمة، يدخُل مِن دجلة إليها الماءُ في شُبّاك حديد. فسلّمتُ وهو مقيم عَلَى الماء، والخَدَم قد انتشروا في تفتيش الماء، وهو كالوَالِه، فقال: لا تؤذيني يا عمّ، فإنّ مقْرطتي قد ذهبت مِن البركة إلى دجلة.

والمقرطة سمكة كانت قد صيدت لَهُ، وهي صغيرة، فقرطها بحلقتي ذهب،


[ () ]
إلا لنقل النعيم من ملك ... قد زال سلطانه إلى ملك
وفي البداية والنهاية:
إلا لنقل السلطان من ملك ... قد انقضى ملكه إلى ملك
[١] الأبيات في: تاريخ الطبري ٨/ ٤٧٧، والعيون والحدائق ٣/ ٣٣٦، ٣٣٧، والإنباء في تاريخ الخلفاء ٩٢، ٩٣، والكامل في التاريخ ٦/ ٢٨١، والبداية والنهاية ١٠/ ٢٤٠، وتاريخ الخلفاء ٣٠٠، والهفوات النادرة ١١ وورد البيت الأول فقط في: مروج الذهب ٣/ ٤٠٢، ونهاية الأرب ٢٢/ ١٨٦.
[٢] تجمع المصادر كلها على ذكر هذه الرواية، باستثناء ابن العمراني في الإنباء في تاريخ الخلفاء ٩٣ حيث قال إن الأمين «كان بين يديه قدح بلّور اسمه زب رباح وكان يحبه ويحب الجارية حبّا شديدا فضربها به فانكسر وأدمى ساقها ... » .
[٣] سورة يوسف- الآية ٤١.
[٤] تاريخ الطبري ٨/ ٤٧٧، العيون والحدائق ٣/ ٣٣٧، مروج الذهب ٣/ ٤٠٢، الإنباء في تاريخ الخلفاء ٩٣، الكامل في التاريخ ٦/ ٢٨١، ٢٨٢، نهاية الأرب ٢٢/ ١٨٦، كمامة الزهر ٢٤٦، ٢٤٧، البداية والنهاية ١٠/ ٢٤٠، تاريخ الخلفاء ٣٠٠، الهفوات النادرة ١٠، ١١، أخبار الحمقى ٤٨، ثمرات الأوراق ١٨٦.
[٥] مروج الذهب ٣/ ٤٠٢، ٤٠٣.