للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمّ سيّر من الرّقَّة العماد الكاتب فِي الرّسْليَّة إلى الخليفة [١] .

ثمّ حاصر نور الدّين سِنْجار، وهدم سورها بالمجانيق، ثمّ تسلّمها، وسلّمها إلى ابن أخيه زنكي بْن مودود [٢] .

وقصد الموصل، فنزل عليها، خاض إليها دِجلة من مخاضةٍ دلّه عليها تُرْكُمانيّ. ثمّ أنعم نور الدّين عَلَى أولاد أخيه، وأقرّ غازيا عليها، وألبسه التّشريف الَّذِي وصل إِلَيْهِ من الْإِمَام المستضيء. ثمّ دخل نور الدّين قلعة المَوْصِل، فأقام بها سبعة عشر يوما، وجدّد مناشير ذوي المناصب، فكتب منشورا لقاضيها حُجَّة الدّين ابن الشّهرزُوريّ، وتوقيعا لنقيب العلويّين، وكَتب منشورا بإسقاط المُكُوس [٣] والضّرائب، فما أعيدت إلّا بعد وفاته [٤] .

قَالَ العماد [٥] : وكتبت لَهُ منشورا أيضا بإطلاق المكوس والضّرائب فِي جميع بلاده.

قَالَ [٦] : وحضر مجاهد الدّين قايماز صاحب إربل فِي الخدمة النُّوريَّة، وزخرت المَوْصِل بأمواج هداياه. ثمّ ولّى نور الدّين سعَد الدَّين كُمُشْتِكِين بقلعة المَوْصِل عَنْهُ نائبا، وأمر فخر الدّين عَبْد المسيح بأن يكون له في خدمته


[١] التاريخ الباهر ١٥٢، الروضتين ج ١ ق ٢/ ٤٧٦، تاريخ الزمان ١٨٤، سنا البرق الشامي ١/ ٩٥، ٩٦، المختصر في أخبار البشر ٣/ ٥٠.
[٢] التاريخ الباهر ١٥٣، الروضتين ج ١ ق ٢/ ٤٧٦، تاريخ الزمان ١٨٤، سنا البرق الشامي ١/ ٩٦، تاريخ ابن الفرات م ٤ ج ١/ ١١٤.
[٣] المكوس: مفردها مكس، الضريبة، وهي كل ما يحصّل من الأموال لديوان السلطان، أو لأصحاب الإقطاعات أو لموظفي الدولة خارجا عن الخراج الشرعي. (صبح الأعشى ٣/ ٤٦٨، المواعظ والاعتبار ١/ ١٠٣ و ٢/ ١٢١) .
[٤] التاريخ الباهر ١٥٢- ١٥٤، الكامل ١١/ ٣٦٢- ٣٦٥، سنا البرق الشامي ٩٦، ٩٧، الروضتين ج ١ ق ٢/ ٤٧٧- ٤٨٠، زبدة الحلب ٢/ ٣٣٢، تاريخ مختصر الدول ٢١٤، تاريخ الزمان ١٨٤، ١٨٥، النوادر السلطانية ٤٤، الأعلاق الخطيرة ج ٢ ق ١/ ٥٧، نهاية الأرب ٢٧/ ١٦٣، المختصر في أخبار البشر ٣/ ٥٠، العبر ٤/ ١٩٢، تاريخ ابن الوردي ٢/ ٧٨، البداية والنهاية ١٢/ ٢٦٣، الكواكب الدرّية ١٩٠، ١٩١، تاريخ ابن سباط ١/ ١٢٩.
[٥] في الروضتين ج ١ ق ٢/ ٤٧٩، سنا البرق الشامي ١/ ٩٧.
[٦] في الروضتين ج/ ١ ق ٢/ ٤٨٠، وسنا البرق الشامي ١/ ٩٩.