للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال (ص ٥١) : ولعل هذا الذى نقله عن السلف من الآثار التى سقناها وساقها ابن جرير والسيوطى فى رسالة الكشف مأخوذة من أهل الكتاب إذ لم يثبت بنص نبوى عنه - صلى الله عليه وسلم - بأن مدة الدنيا كذا، على أن تلك الآثار القاضية بأن مدتها سبعة آلاف سنة معارضة لما أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة فى قوله تعالى: (فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) قالا: هى الدنيا أولها إلى آخرها يوم مقداره خمسون ألف سنة يوم القيامة. انتهى. فهذه الآثار متعارضة كما ترى (١) .

١٠ - العلامة / محمد صديق خان (٢) :

قال فى كتاب (الإذاعة لما كان وما يكون بين يدى الساعة) (٣) :

اعلم أن مقدار الدنيا لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، ولم يرد نص من كتاب ولا سنة فى بيان ذلك، ووردت أخبار وآثار، وما يحصل بها الجزم بانه قدر معين ...

ثم قال (ص ١٤٨) : وقد مضى إلى الآن على الألف نحو من ثلاثمائة سنة ولم يظهر المهدى ولم ينزل عيسى ولم يخرج الدجال فدل على أن هذا الحساب ليس بصحيح ...

ثم قال (ص ١٥٢) : والحق الذى يحق للاتباع، أن أمر الساعة ما استأثر بعلمه سبحانه وتعالى ولم يعلمها أحد من خلقه.

١١ - الشيخ / مرعى الكرمى:

قال (٤) فى كتابه بهجة الناظرين بعد ذكر قول السيوطى فى رسالة الكشف ما نصه: " وهذا مردود لأن كل من يتكلم بشئ من ذلك فهو ظن وحسبان لا يقوم عليه برهان.

١٢ - الإمام / ابن حزم:

قال (٥) بعد ذكر ما كان يقول اليهود والنصارى فى بدء الخليقة ما نصه:

" وأما نحن - المسلمون - فلا نقطع على علم عدد معرف عندنا، ومن ادعى فى ذلك سبعة آلاف سنة أو أكثر أو أقل فقد قال ما لم يأت قط عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه لفظة تصح، بل صح عنه - صلى الله عليه وسلم - خلافه، بل نقطع على أن للدنيا أمداً لا يعلمه إلا الله تعالى.

١٣ - السهيلى:

قال الحافظ ابن حجر فى الفتح ١١ / ٣٥٩:

(بيّن السهيلى انه ليس فى حديث نصف يوم ما ينفى الزيادة على الخمسمائة) .

هذا ..... وان ما نقله المؤلف من حسابات وأرقام قد استنكرها كثير من أهل العلم وطلبته المعاصرين (إن لم يكن كلهم)

- وهذه أمثلة مما كتبه أهل العلم المعاصرين فى الرد على الأخ (أمين) :

١٤ - الشيخ الفاضل / صفوت نور الدين:

كتب فضيلته - حفظه الله - فى مجلة التوحيد العدد الثالث - السنة السادسة والعشرون - ربيع أول ١٤١٨ هـ:

(معلوم أن الدجال من العلامات الكبرى للساعة، فالاشتغال بمعرفة وقت ذلك، إما تحصيل ما هو معلوم؛ لأن العلم بالقرب قائم، أو انشغال بما لا يفيد فى العمل الذى ينجى العبد بين يدى ربه.

ثم قال: اشتغال الناس بوقت الساعة وتحديد زمان للفتن بعد أن علّمنا الشرع قرب وقوعها، اشتغال بما لا ينبنى عليه عمل؛ فأنا أعرف أن أجلى سابق على الساعة، فعلىّ إذاً أن أجتهد فى العمل الذى ينجينى بين يدى الله، هذا والانشغال بالتحديد لزمان الفتن من الدجال وغيره ينبغى أن ينهى عنه أهل العلم، فلا يدخل فيه أحد؛ لانه لا طريق للعلم به إلا الشرع، ولا دليل من الشرع. فكيف نعلمه؟ والعجيب أن تجد رواج الكتب التى تكتب عن ذلك، واشتغال الناس بها كثير (٦) ، وقد قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: " ويحك ما أعددت لها ") .

١٥ - الشيخ / أسامة القوصى:

وقد كان – حفظه الله – من أول من نبه على أخطاء المؤلف (أمين) ، وقد قام بكتابة تعليقاته على هذا الكتاب وكذا مقدمته؛ فجزاه الله خيراً.

١٦ – الشيخ / أبو إسحاق الحوينى:

وقد عرضت عليه الأمر (٧) ، فأكد معارضته لما ذهب إليه المؤلف (أمين) .

١٧ - الشيخ / سعيد عبد العظيم:


(١) ولم يصح فى تحديد شئ من ذلك عن النبى r، بل حتى هذه الآتار فى أسانيدها كلام كثير.
(٢) هو الشيخ أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن على بن لطف الله الحسينى البخارى القنوجى، المتوفى سنة ١٣٠٧ هـ
(٣) ط. دار المدنى (ط. الثانية) ص ١٤٣ وما بعدها
(٤) النقل عن طريق كتاب الإذاعة للشيخ صديق حسن خان ص ١٥٠، ١٥١
(٥) تم نقل كلام ابن حزم بواسطة تفسير المنار للشيخ / محمد رشيد رضا رحمه الله عند تفسيره للآية رقم
١٨٧ من سورة الأعراف. (قال أبو حاتم: قد سبق العليق على مثل هذا)

(٦) *) أقول هو من باب التنفيس فلما أفلس هؤلاء وقنطوا من رحمة الله ويئسوا من روحه انشغلوا بما هو من باب الأوهام والخيالات وكانهم ما رأوا مخرجاً من إفلاسهم إلا انتظار المهدى كما فعله الشيعة من قبل (تشابهت قلوبهم) والله المستعان (أبو حاتم)
(٧) حين سافرت إليه فى كفر الشيخ، وكان من المقرر أن يكتب بعض التعليقات على حواشى هذا الكتاب، ولكن نظراً لكثرة أشغاله وأبحاثه فقد تعذر ذلك فى هذه الطبعة، وعسى أن يكون هذا فى طبعة أخرى إن شاء الله تعالى.

<<  <   >  >>