قال فى ص ١٦:
زمن المسلمين قبل إضافة نصف اليوم الزيادة الذين عملوا "قريباً" من "صلاة العصر" إلى "الليل" أطول من زمن النصارى الذين عملوا من " الظهر" إلى قريباً من "صلاة العصر".
الرد:
٣ - أضاف المؤلف هنا لفظة جديدة وهى " قريباً "، وقد أتى بها من حديث ذكر انه رواه الطبرانى باسناده عن سمرة بلفظ " فعملوا -أى النصارى - حتى كانوا قريباً من العصر " قال والحديث فى اسناده مساتير وثقهم ابن حبان وتردد حكم الهيثمى عليه فحسنه بمجمع الزوائد فى عدة مواضع وقال عند هذا الحديث ١٠ / ٧ فيه من لم أعرفهم. هكذا نقل لنا المؤلف (أمين) .
وعندما بدأت أراجع ما نقله المؤلف - كعادتى معه - فلم أجد كلام الهيثمى هذا فى الموضع المذكور ١٠ / ٧!!!!!
وإذا سلمنا بأن الهيثمى قد قال ذلك، فهل يصلح الاحتجاج بهذا الحديث؟ مع العلم بأن توثيق ابن حبان للمساتير هو مذهب خاص به ومعلوم لأى طالب علم أن ابن حبان قد تساهل فى ذلك، ولم يوافقه على مذهبه هذا الأئمة والحفاظ والعلماء، لانه يعتبر أن المستور ثقة (١)) ، وليس الأمر كذلك
كما أن حكم الهيثمى على الحديث بأن اسناده حسن - بافتراض حدوثه - ليس معناه أن الحديث حسن، لأن هناك فرقاً كذلك بين صحة الإسناد وبين صحة الحديث، حيث يشترط بالإضافة إلى صحة السند سلامته من الشذوذ، وسلامته من العلة، والهيثمى إنما عادته فى كتابه مجمع الزوائد أن يجكم على الأسانيد فقط دون اطلاق الحكم على الحديث بالكلية، وهذا من دقة صنعه، فإن الحكم بالسلامة من العلل ومن الشذوذ يحتاج إلى جهد كبير وعلم غزير ووقت كثير (وقد تكلمت عن ذلك أيضاً فى موضع آخر من هذا البحث) .
فمن الواضح أن المؤلف (أمين) يتعلق بأى كلمة أو لفظة من هنا أو هناك ليثبت لنا صحة أقواله، حتى ولو اعتمد على حديث ضعيف أو على قول غير صحيح السند لصحابى أو تابعى أو حتى تجد انه ينقل عن القمص فلان..وعن القسيس علان!!!!! وما عدا ذلك من الأقوال فيتركها حتى ولو كانت صحيحة السند لقائليها لأن ذلك لا يتفق مع ما يؤلفه.
قال فى ص ١٦:
فإن قال قائلهم لغة الأرقام - التى استخدمها المؤلف - ليست معهودة فى دين الله، وما استخدمها العلماء من قبل. قال المؤلف (أمين) : قال الله تعالى {بَل لّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ} ، {وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُواْ تِسْعاً} وقوله {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ} . انظر ياعبد الله إلى الآيات وغيرها كثير مما لغتها القرآن .....
الرد: ٤ - إن من أنكر على المؤلف الأرقام، هو بالقطع لا يعنى مجرد ذكر الأرقام فقط، وإنما يعنى الإعتماد على هذه الأرقام فى الحسابات وبالتالى الاعتقادات. وهو واضح جداً، فسبحان الله!!
قال فى ص ١٨:
إنك أمام بحث "خطير " لا تجده إلا فى هذا المكان.
الرد: ٥ - نعم، هذا الكلام لم يقله أحد من قبلك، فلتفرح بذلك يا أخ أمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون!! أين هذا من قول الإمام أحمد: إياك أن تقول قولاً ليس لك فيه سلف.
والآن ستقول: لم أقل بدعاً من القول، فإن سلفى فلان وفلان.
فنقول لك: إذاً لماذا تقول: لا تجده إلا فى هذا المكان؟؟!!
قال فى ص ١٩:
طريقة طرح المدد ويمكن أن نسميها: طريقة الإمام السيوطى، وانتهى المؤلف بعد فاصل طويل من الجمع والطرح إلى أن عمر الأمة بحساب الإمام السيوطى تساوى ١٥٠٠ سنة.
الرد: ٦ - كيف وإذا كان السيوطى نفسه قد أشار إلى أن الدجال سيخرج فى المائة الثانية عشرة من الهجرة، وهذا ما سبق نقل الرد عليه من كلام الصنعانى ورشيد رضا، ولا داعى للتكرار هنا، فراجعه ثم.
قال ص ٢١:
" صح عن أبى هريرة موقوفاً قال فى قوله سبحانه {لا بثين فيها أحقاباً} ، قال: الحقب ثمانون عاماً اليوم منه كسدس الدنيا ". ثم قال فى الهامش: روى الفقرة الأولى منه الحاكم فى المستدرك ٢ / ٥٥٦ عن عبد الله ابن مسعود وصححه ووافقه الذهبى.
الرد: ٧ - الحديث فى المستدرك برقم ٣٩٨٠ (٢ / ٥١٢) حدثنا أبو بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود. وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، أما الذهبى فلم يثبت موافقته للحاكم لأن هذا الحديث ساقط من المستدرك كما قال محقق المستدرك (مصطفى عبد القادر عطا) ، وأما أبو بلج فهو الكوفى ثم الواسطى الكبير، قال ابن حجر صدوق ربما أخطأ، وذكره ابن حبان فى الثقات وقال يخطئ، وقال أحمد روى حديثاً منكراً. (وانظر التهذيب ١٢ /٤٧) .
قال فى ص ٢١:
ثبت عن ابن عباس أن يهوداً كانوا يقولون " مدة الدنيا سبعة الآف سنة "
ثم قال المؤلف (أمين) بالحرف الواحد: (الراجح ما رواه أبو هريرة موقوفاً وله حكم الرفع) .
(١) وانظر الرسالة الكتانية، وكذا كلام ابن حبان نفسه