للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحتى يزداد يقين القراء، ويطمئن قلبهم لصحة ما نقلناه عن هذا الحديث - وبخاصة اننى لم ولن أدافع عن نفسى - واننى أدافع فقط وأذُب عن القرآن والسنة الصحيحة ثم عن أهل العلم ثم عن المسلمين عامة بقد ما استطيع من جهد المقل، فهذه صورة من كلام الشيخ الألبانى فى السلسلة الصحيحة - حيث انها غير موجودة لدى كثير من الأخوة القراء - والتى يتضح منها تضعيف الشيخ لزيادة الـ ٥٠٠ سنة، وتصحيحه للحديث إنما هو بدون هذه الزيادة، وحسبنا الله ونعم الوكيل

الصورة من المجلد الرابع من السلسلة الصحيحة ط. دار المعارف بالرياض

قال فى ص ٢٤:

روى الحاكم ونقله السيوطى فى الدرر ٢ / ٢٤٨ عن ابن عباس عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: " كان عمر آدم ألف سنة ". قال ابن عباس: وبين آدم ونوح ألف سنة وبين نوح وابراهيم ألف سنة وبين ابراهيم وموسى سبعمائة سنة وبين موسى وعيسى ألف وخمسمائة سنة وبين عيسى ونبينا ستمائة سنة.

ثم قال فى الهامش: صحت الفقرة الأولى منه عند الحاكم من حديث ابن عباس موقوفاً وصححه الحاكم ووافقه الذهبى وقال على شرط البخارى.

الرد: ١٤ - هذا الحديث ورد فى المستدرك ٢ / ٤٢٢ ح ٣٦٥٤ ولفظه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: " كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فلما اختلفوا بعث الله النبيين والمرسلين وأنزل كتابه فكانوا أمة واحدة ". وقال الحاكم هذا الحديث صحيح على شرط البخارى ولم يخرجاه.

ولاحظ أن لفظ الحديث ليس فيه أن بين آدم ونوح ألف سنة، وإنما قال عشرة قرون.

قال ابن الأثير فى النهاية ٤ / ٥١ فى معنى القرن " خيركم قرنى ثم الذين يلونهم " يعنى الصحابة ثم التابعين، والقرن: أهل كل زمان، وهو مقدار التوسط فى أعمار أهل زمان. مأخوذ من الاقتران، وكانه المقدار الذى يقترن فيه أهل ذلك الزمان فى أعمارهم وأحوالهم. وقيل القرن أربعون سنة وقيل ثمانون وقيل مائة وقيل هو مطلق من الزمان.

وقال ابن منظور فى لسان العرب: الأمة تأتى بعد الأمة، قيل مدته عشر سنين وقيل عشرون وقيل ........، قال الأزهرى: والذى يقع عندى والله أعلم أن القرن أهل كل مدة كان فيها نبى أو كان فيها طريقة من أهل العلم قلت السنون أو كثرت والدليل على هذا قول النبى - صلى الله عليه وسلم -: خير القرون قرنى - يعنى أصحابى - ثم الذين يلونهم - يعنى التابعين - ثم الذين يلونهم - يعنى الذين أخذوا عن التابعين.

وفى المصباح المنير: القرن: الجيل من الناس، قيل ثمانون سنة وقيل سبعون، ثم نقل عن الزجاج مثل الذى سبق نقله من لسان العرب عن الأزهرى.

وفى مختار الصحاح: القرن ثمانون سنة وقيل ثلاثون سنة، والقرن فى الناس أهل زمان واحد.

١٥- أما الذى ورد من الحديث مرفوعاً إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، فرواه الحاكم ٢ / ٥٩٨ ح ٤١٧٢: حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد الفقيه ببخارى ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ ثنا ابراهيم بن محمد السلمى ثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: " كان عمر آدم ألف سنة " وسكت عنه الحاكم والذهبى.

الرد: ١٦ - على بن زيد: ضعيف

ويوسف بن مهران: قال أحمد لا يعرف، ولا أعرف أحداً روى عنه إلا على بن زيد، وكذا قال أبو داود وقال المزى - كما فى تهذيب الكمال - روى عنه على بن زيد ولم يذكر أحداً روى عنه غيره، وقال الحافظ ابن حجر لين الحديث. ((١)

قال فى ص ٢٤

نقل المؤلف (أمين) ما كتبه ابن كثير فى البداية والنهاية: عن أبى زرعة الدمشقى قال حدثنا عبد الله بن صالح حدثنى معاوية بن صالح عمن حدثه قال: أنزلت التوراة على موسى لست ليال.."

الرد: ١٧ - عبد الله بن صالح: صدوق كثير الغلط

معاوية بن صالح: صدوق له أوهام

عمن حدثه: مجهول، لا يعتد به

فالسند ضعيف أو ضعيف جداً.

ثم قال فى ص ٢٤ أيضاً:

وهو موافق أيضاً لما رواه ابن عساكر فى تاريخ دمشق، ونفله عنه ابن منظور فى مختصره للتاريخ: عن أيوب بن عتبة قال كان بين آدم ونوح...ثم قال: أثر أيوب بن عتبة هذا موافق لحديث ابن عباس فى المدة بين ابراهيم وموسى عليهما السلام بل وموافق لكل المدد المذكورة فيه، وتلك المدد موافقه للمذكور بكتب أهل الكتاب من حيث الجملة.


(١) تم الإستعانة فى ترجمة رواة هذا الحديث وأحاديث أخرى غيره ببرنامج مشكاة السنة النبوية الإصدار الأول، والذى تم إعداده بواسطة مركز نور الإسلام لأبحاث القرآن والسنة،وكذا ببرنامج موسوعة الحديث الشريف (الكتب التسعة) إصدار شركة صخر للكمبيوتر، جزى الله العاملين على هذه الأعمال الطيبة خير الجزاء. آمين

<<  <   >  >>