للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٣ - لا حظ كلام ابن رجب جيداً، تجده يستخدم حرف الكاف، وهو يستخدم فى اللغة للتشبيه -كما هو معلوم، فهو القائل كنصف النهار، عيسى كما بين الظهر والعصر ومدة عمل المسلمين كما بين العصر إلى غروب الشمس.

ولا يلزم فى اللغة تساوى المشبه بالمشبه به من كل وجه، فإذا قلت مثلاً أن فلاناً كالأسد، فإنك تعنى شجاعته فقط، ولا تعنى انه من الحيوانات وله ذيل و..

فمن قال ان ابن رجب يحمل الحديث على الحساب؟! فهو من ذلك برئ، وإنما هذه طريقة المؤلف (أمين)

٢٤ - وهى المفاجأة:

ابن رجب نفسه قال فى شرحه للبخارى ح ٥٥٧ (١) :

" وأخذ بقاء ما بقى من الدنيا على التحديد من هذه النصوص لا يصح

ثم قال: وإنما خرج هذا من النبى - صلى الله عليه وسلم - على وجه التقريب للساعة بغير تحديد لوقتها."

فهل مازال المؤلف مصمماً على أن هذه طريقة ابن رجب؟!!

بل ان الحافظ ابن رجب قال أيضاً (٤ / ٣٤٢) لدى شرحه لهذا الحديث أنه قد يقال:

(كنى عن كثرة العمل وقلته بطول المدة وقصرها، وفيه بعد)

بل واقرأ ما يلى ثم تعجب:

قال ابن رجب أيضاً فى نفس المرجع ٤ / ٣٣٤:

(مدة الماضى من الدنيا إلى بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ومدة الباقى منها إلى يوم القيامة لا يعلمه على الحقيقة إلا الله - عز وجل - وما يذكر فى ذلك فإنما هو ظنون لا تفيد علماً) . انتهى كلام ابن رجب بنصه وحروفه!!!!!!!

وسبب تعجبى أن الأخ (أمين) ينقل عن ابن رجب كلاماً ولا ينقل باقيه، مع أن ما تركه يهدم ما نقله، فهل كان يظن أننا سنصدق كل ما يقال لنا؟؟!!! أم كان سيظن أننا لن نراجع مثل هذا الكلام العجيب من مصادره الأصلية؟!!

وهكذا نجد فى كل الطرق التى ساقها المؤلف (أمين) وسماها من قبل نفسه طريقة الإمام فلان أو الحافظ كذا، فانه لم يوافقه أحد منهم ولم يقولوا بهذا الكلام!! كما أنك تجدد فى هذه الحسابات شيئاً عجيباً (وكأن المؤلف أمين يستخف بنا ويظن أننا لا نستطيع أن نحسب (٢)) ، فهو مرة لا يضيف الـ ٥٠٠ سنة، ومرة أخرى يضيفها

قال فى ص ٣٠: الطريقة الرابعة: طريقة النصف سبع:

وحتى لا يطول النقل نذكر أن المؤلف اعتبر قوله - صلى الله عليه وسلم - بعثت أنا والساعة كهاتين ويشير باصبعين يمدهما (خ، م) أن ذلك معناه نسبة تقدم البعث على قيام الساعة كنسبة فضل إحدى الإصبعين على الأخرى. وهو قول البيضاوى وغيره

ثم قال: قال ابن رجب فى شرحه وقد ذكر ابن جرير الطبرى أن فضل ما بين السبابة والوسطى نحو نصف سبع

ثم قال فى ص ٣٢: الفارق بين السبابة والوسطى - كما قالوا نصف سبع (١ ÷ ١٤) ، وعلى ذلك تكون المدة من البعثة إلى انتهاء عمر أمة الإسلام قدرها ١٣ جزء.

ثم قال: ان قيمة الجزء، وهو المدة التى يمكثها الناس بعد طلوع الشمس من مغربها ١٢٠ سنة (وقال فى الهامش أثر صحيح سبق تخريجه - يعنى ص ٢٥ من كتابه عن عبد الله بن عمرو بن العاص موقوفاً عليه -)

إذن عمر أمة الإسلام = ١٢٠ × ١٣ = ١٥٦٠ سنة تقريباً

الرد: ٢٥- قال ابن رجب فى فتح البارى له (٤ / ٣٣٧) :

(أنا الآن فى قريب رأس الثمانمائة من الهجرة وما ذكره ابن جرير من تقدير ذلك بنصف سبع يوم على التحديد لا يصلح (٣) . وقد ذكر غيره أن المسبحة ستة أسباع الوسطى طولاً فيكون بينهما من الفضل سبع كامل، وذلك ألف سنة على تقدير أن تكون الدنيا بسبعة الاف سنة، وأن بعثة النبى - صلى الله عليه وسلم - فى آخرها ألفاً وهذا أيضاً لا يصح، ولا يبلغ الفضل بينهما سبعاً كاملاً) .

٢٦ - كيف نجعل هنا نهاية عمر الأمة هو طلوع الشمس من مغربها؟ ! ألم تكن من قبل حتى إرسال الريح اللينة؟ !

ثم يبرر المؤلف ذلك ويقول الفارق بسيط!

فنقول يعنى كم سنة؟

لا يستطيع أحد أن يحدد ذلك.

٢٧ - فى حسابك هذا عمر الأمة = ١٥٦٠ سنة أى أكثر من ١٥٠٠ سنة، فى حين أن حسابات المؤلف السابقة كانت أكثر من ١٤٠٠ سنة.

٢٨ - بما أن إرسال الريح اللينة تكون بعد طلوع الشمس من مغربها أى أن عمر أمة الإسلام يكون أكثر من ١٥٠٠ سنة وحتى إرسال الريح

٢٩ - لماذا لم نضف فى هذه المعادلة الـ ٥٠٠ سنة والتى تمثل نصف اليوم، فمرة يضيفها ومرة يحذفها!!!!! فمتى نضيفها ومتى نحذفها؟؟!! مع ملاحظة أننا هنا إذا أضفنا الـ ٥٠٠ سنة يكون عمر الأمة ٢٠٦٠ سنة

٣٠ - ما هو قولكم فى حديث النبى - صلى الله عليه وسلم - “ أنا وكافل اليتيم كهاتين “ هل يعنى ذلك أن الفرق بين كافل اليتيم والنبى - صلى الله عليه وسلم - = نصف سبع = ١٢٠ سنة


(١) وهو المسمى أيضاً (فتح البارى) ٤ / ٣٣٨ ط. مكتبة الغرباء الأثرية – المدينة المنورة.
(٢) ولعله لو رجع إلى ملفات الجامعة لوجد أن منا من حصل على إمتياز فى الرياضة البحتة.
(٣) قلت وملذا كان سيقول لو عاش إلى زمانننا هذا فى القرن الخامس عشر؟؟!!!

<<  <   >  >>