(٢) قال الشيخ سليمان النجدي في «تيسير العزيز الحميد» (ص: ٢٦٢): «فأبى عُبَّاد القبور إلا مخالفةً لأمره - صلى الله عليه وسلم -، وارتكابًا لنهيه، وناقضوه أعظم المناقضة، وظنوا أنهم إذا وصفوه بأنه عبد الله ورسوله، وأنه لا يُدعى ولا يُستغاث به، ولا يُنذر له، ولا يُطاف بحجرته، وأنه ليس له من الأمر شيء، ولا يعلم من الغيب إلا ما علَّمه الله، أنَّ في ذلك هضمًا لجنابه، وغضًّا من قدره، فرفعوه فوق منزلته، وادَّعَوا فيه ما ادَّعت النصارى في عيسى أو قريبًا منه، فسألوه مغفرة الذنوب، وتفريج الكروب. ومن العجب أن الشيطان أظهر لهم ذلك في صورة محبته - صلى الله عليه وسلم - وتعظيمه ومتابعته، وهذا شأن اللعين، لا بد وأن يمزج الحق بالباطل ليروِّج على أشباه الأنعام أتباع كل ناعق، الذين لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق؛ لأن هذا ليس بتعظيم، فإن التعظيم النافع هو تصديقه - صلى الله عليه وسلم - فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، والانتهاء عما عنه نهى وزجر، والموالاة والمعاداة والحب والبغض لأجله، وتحكيمه وحده، والرضى بحكمه، وأن لا يُتخذ من دونه طاغوت يكون التحاكم إلى أقواله فما وافقها من قوله - صلى الله عليه وسلم - قبله، وما خالفها رده أو تأوَّله أو أعرض عنه. والله سبحانه يشهد -وكفى به شهيدًا- وملائكته ورسله وأولياؤه: أن عُبَّاد القبور وخصوم الموحِّدين ليسوا كذلك، والله المستعان» اهـ باختصار.