للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ (١)». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

٢٧ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ، ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ (٢)» (٣). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

٢٨ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الجَنَّةِ، وَسَعْدٌ فِي الجَنَّةِ، وَسَعِيدٌ فِي الجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ فِي الجَنَّةِ» (٤) .................................


(١) أي: تسوق تلك النارُ الناسَ إلى مجمعهم وموقفهم للحشر.
(٢) المُد: ملء كفي الإنسان المعتدل إذا ملأهما ومدَّ يده بهما. نصيفه: نصفه. والمعنى: أن جهد المُقِل منهم واليسير من النفقة الذي أنفقوه في سبيل الله مع شدة العيش والضيق الذي كانوا فيه، أوفى عند الله وأزكى من الكثير الذي ينفقه مَن بعدهم.
(٣) قال الإمام أحمد بن حنبل في «أصول السنة» (ص: ٥٤): «ومن انتقص أحدًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أبغضه لحدث كان منه، أو ذكر مساويه، كان مبتدعًا حتى يترحَّم عليهم جميعًا، ويكون قلبه لهم سليمًا» اهـ.
وقال الإمام النووي في «شرح مسلم» (١٦/ ٩٣): «واعلم أن سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرَّمات، سواء من لابس الفتن منهم وغيره؛ لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأوِّلون.
قال القاضي: وسبُّ أحدهم من المعاصي الكبائر. ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه يُعَزَّر ولا يُقتَل، وقال بعض المالكية: يُقتَل» اهـ.
(٤) قال الآجري في «الأربعين» (ص: ١٠٣): «فواجب على المسلمين أن يشهدوا لمن شهد لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإذا شهد لهم فقد أحبهم، ومن أحب هؤلاء وشهد لهم بالجنة سلم جميعُ الصحابة منه. ويشهد لهم بالخلافة، أولهم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، رضي الله عنهم، فهؤلاء الذين قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يجتمع حب هؤلاء الأربعة إلا في قلب مؤمن: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم».
واعلم رحمك الله: أن من أحب أبا بكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله عز وجل، ومن أحب علي بن أبي طالب فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد برئ من النفاق» اهـ.

<<  <   >  >>