والتقوى أصلها في القلب، كما قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: ٣٢]، فلا يطلع أحد على حقيقتها إلا الله عز وجل، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم». وحينئذ فقد يكون كثير ممن له صورة حسنة أو مال أو جاه أو رياسة في الدنيا قلبه خرابًا من التقوى، ويكون من ليس له شيء من ذلك قلبه مملوءًا من التقوى، فيكون أكرم عند الله تعالى» اهـ باختصار. (٢) يعني: يكفيه من الشر احتقار أخيه المسلم؛ فإنه إنما يحتقر أخاه المسلم لتكبُّره عليه، والكبر من أعظم خصال الشر، وفي «صحيح مسلم» عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر». (٣) يعني: أنه لا يجوز انتهاك دم الإنسان ولا ماله ولا عرضه، كله حرام. (٤) النفاق في اللغة: هو من جنس الخداع والمكر وإظهار الخير وإبطان خلافه. وهو في الشرع ينقسم إلى قسمين: أحدهما: النفاق الأكبر، وهو أن يُظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويُبطن ما يناقض ذلك كله أو بعضه، وهذا هو النفاق الذي كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم، وأخبر أن أهله في الدرك الأسفل من النار. والثاني: النفاق الأصغر، وهو نفاق العمل، وهو أن يُظهر الإنسان علانية صالحة، ويُبطن ما يخالف ذلك، وأصول هذا النفاق ترجع إلى الخصال المذكورة في هذا الحديث.