للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ (١)». رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

١١١ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ (٢) يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ (٣)، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ (٤)، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ (٥)، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ (٦)، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ (٧) ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ (٨)، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا (٩) فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.


(١) قال ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» (٢/ ٣٥٦): «لما كان الموت شديدًا، والله تعالى قد حتمه على عباده كلهم، ولا بد لهم منه، وهو تعالى يكره أذى المؤمن ومساءته، سُمِّي ذلك تردُّدًا في حق المؤمن» اهـ.
(٢) أي: في ظل عرشه، كما ثبت ذلك في بعض الروايات، وذهب إليه الطحاوي والبيهقي وابن رجب وابن حجر وغيرهم.
(٣) وهو مَن يلي أمور المسلمين من الأمراء وغيرهم فيعدل فيهم.
(٤) خص الشاب؛ لأن العبادة في الشباب أشق؛ لكثرة الدواعي وغلبة الشهوات وقوة البواعث على اتباع الهوى، فملازمة العبادة مع ذلك أشد وأدل على غلبة التقوى.
(٥) كأنه شبهه بمثل القنديل إشارة إلى طول الملازمة بقلبه، فجوزي لدوام محبة ربه وملازمته بيتَه بظل عرشه.
(٦) «ورجلان تحابا في الله»: أي: لله، أو في مرضاته. «اجتمعا عليه» أي: على الحب في الله إن اجتمعا «وتفرقا عليه» أي: على الحب إن تفرقا، يعني: يحفظان الحب في الحضور والغيبة.
(٧) أي: إلى الزنا بها.
(٨) ذكر هذا للمبالغة في إخفاء الصدقة والإسرار بها، وضَرَب المثل باليمين والشمال لقربهما وملازمتهما للإنسان.
(٩) «خاليًا»: أي: من الناس، أو من الرياء، أو مما سوى الله.

<<  <   >  >>